( منقول ) أجوبة
حوار أجري مع فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني
من قبل موقع الأحرار
( العلمانية والعلمانيون )
السؤال (1) عبارة وردت في مقدمة الحوار (هز أركان الحداثة ، وقف سدا منيعا لزحوف الباطل، أرهق خصومه) مصطلحات من قاموس الأحرار ، والإسلاميين بشكل عام ... سؤالي ..ألا يزال الشيخ يؤمن بهذه المصطلحات، هل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها ام هو الحوار والنقاش والإقناع ؟
ج1 : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . اللهم إنا نسألك السداد في القول والعمل ونسألك أن تهدينا لأقوم الطريق . بعد شكري لله سبحانه وتعالى أن هيئ لنا هذا اللقاء مع الأخوة القراء والمستمعين في كل مكان من العالم .
أشكر لإخواننا في شبكة الأحرار ومنتدى السقيفة على الجهد الذي بذلوه في تهيئة هذا اللقاء وتيسيره ، كما أشكر الأخوة القراء الذين تفاعلوا مع اللقاء وطرحوا هذه الأسئلة وأرجوا أن أتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة إجابة ترضي الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم لعلها تحقق بعض ما يتطلع إليه الأخوة القراء ممن وضعوا الأسئلة وممن سيطلعون عليها في هذا اللقاء .
بالنسبة للسؤال الذي أورده الأخ الكريم وهل لازلت أومن بهذه المصطلحات وهل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها أم هو الحوار والنقاش والإقناع أقول ، من المشكلات التي يقع فيها كثير من الناس ، أنهم ينظرون إلى المنهج الإسلامي في التعامل مع المخالفين من زاوية واحدة فهم يفترضون أنه إذا كان هناك حوار ونقاش وإقناع فلن يكون هناك مواجهة و لا هز لأركان الباطل ولا وقوف في طريقه ومنع من انتشاره والبعض الآخر أيضاً يرى أنه إذا وقف في وجه الباطل ومنع الانتشار وحذر الناس منه ، اننا قد أغلقنا أبواب الحوار والنقاش والإقناع وهذا ليس صحيحاً . هذه أجزاء في منهج واحد فالمنهج الشرعي من مفرداته الحوار والإقناع والنقاش والدعوة ، ومن مفرداته أيضاً التحذير من الباطل ومجاهدته والوقوف في وجهة وبلاشك أن الليبرالية والعلمانية من أخطر المخاطر التي تتعرض لها أمتنا في هذا العصر ، ونحن في أشد الحاجة إلى الوقوف في وجه هذه المخاطر والاحتساب في ذلك من أعظم القربات وهو باب من أبواب الجهاد ولذلك أنا لازلت أؤمن بها وسابقى أؤمن بها بإذن الله سبحانه وتعالى لكن لا يعني هذا أنه ليس هناك حوار ولا نقاش و لا إقناع بل كما قلت في إحدى المناسبات هي مواجهة من صورها الحوار ، أو هو حوار من طرق التعبير عنه المواجهة . أ.هـ.
السؤال (2) تركي الحمد (الذي أفحمه الشيخ) ضيف في إحدى مجلاته، هل تغير الفكر أم موقف الساعة ؟ في حوار سابق مع الشيخ في (الوسطية) كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية، مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح سؤالي..هل الأسئلة لم ترق للشيخ ، ام هي الخشية من التصنيف، أم غيرذلك..؟
ج2: نحن لسنا متعبدين بأسلوب معين محدد للتعامل مع الآخرين الذين يخالفوننا . بل الأمر فيه سعة وكل ما أوصل إلى المصلحة أو غلب على ظننا أنه يوصل إلى المصلحة الشرعية ويدرء المفاسد وليس هناك نهي شرعي عنه لذاته فيجوز لنا أن نستخدمه ولعل منطلق صاحب هذا السؤال هو منطلق صاحب السؤال السابق ، يعني هو يستغرب كيف أنني أواجه تركي الحمد على المنابر وفي المجالات المختلفة وأكشف خلل وعوار فكره والخطأ الذي وقع فيه والمزالق الكبيرة التي وقع فيها يستغرب أنني أفعل ذلك ثم أحاوره في مجلة أُشرف عليها وأُتيح له أن يتحدث وأتيح للآخرين أن يردوا عليه وأنا أرى أن الصورتين متكاملة وليست متناقضة ، وبالتالي لا يمكن أن تقول أن ذلك خلل في الفكر وتغيير في الفكر أما قضية موقف الساعة فنحن متعبدون شرعاً في كل ساعة وفي كل وقت بأن نواجه الحالة الراهنة بما يكافؤها .
تابع س2 : في حوار سابق مع الشيخ في منتدى الوسطية كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح ، والسؤال هو ، هل الأسئلة لم ترق للشيخ أم هي الخشية من التصنيف أم غير ذلك ؟
تابع ج2 : أما: هل الأسئلة لم ترق لي! ، فليس بالضرورة أن تروق لي ، إذا كان منهجي أن صاحب الفكر وصاحب الدعوة وصاحب المشروع الذي يريد أن يصل إلى الناس فرصة تتاح له عندما يُسئل أي سؤال كان ليُعبر عن فكره وعن دعوته وعن مشروعه ويتواصل من خلاله مع الناس وفي القرآن الكريم أورد القرآن أشنع المقالات للمخالفين حتى في قضية وجود رب العالمين سبحانه وتعالى ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )
فأنا لا يضيرني أن يطرح أي سؤال على الإطلاق حتى لو كان السؤال فيه شيء من عدم الأدب أو عدم الإلتزام بالذوق فهذا يحسب على السائل و لا يضير المسؤول من ذلك شيء . أما الخشية من التصنيف فأنا لا يضيرني أن أعبر عن نفسي وعن فكري وأُعلنه وبالتالي فأنا أسعى إلى أن أصنف حسب قناعاتي، أنا أسعى إلى ذلك فكيف أخشى من أن أصنف وأنا أسعى إلى أن أُصنف حسب قناعاتي وأن أعلن عن فكري وأن يصل إلى العالمين وأن يفهمني الناس على أساس ذلك . أنا ظني أن إجاباتي كانت كافية. قد يكون الأخ الذي أطلع على الإجابات كما يسمونه في البرمجة اللغوية العصبية من أصحاب البرنامج العقلي التفصيلي، وأنا ربما كنت في إطار البرنامج العقلي الإجمالي عندما أجبت. وبالتالي فهو ما أستطاع أن يرى ويسمع ما رأيت وما قلت، وأنا ظننت أني قلت كل شيء، والأمر اجتهادي تقديري . أ.هـ.
السؤال (3)شيخنا الكريم ... لا يخفى على الجميع مواجهتكم للعلمانيين والحداثيين من خلال الوسائل الإعلامية . شيخنا الكريم هل تخلى الكثير من العلمانيون والحداثيون عن أفكارهم أم أنهم يسيرون مع التغيرات العالمية والوطنية ؟
ج3 : سنة الله سبحانه وتعالى في الحياة أن التطور والتغير يطرأ على البشر وعلى الخلق كافة، وهناك من العلمانيين والحداثيين من غيروا أراءهم، فمنهم من غير تغييراً كلياً ومنهم من غير تغييراً جزئياً. أما كلمة الكثير فأظن أن فيها مبالغة بل هم قلة الذين على الأقل أعلنوا عن التغيير الذي طرأ عليهم وجزء منهم أنكفأوا على أنفسهم وجزء منهم حاولوا أن يتكيفوا مع المتغيرات الجديدة بالذات اليساريَّون العرب حتى في بلادنا الذين كانوا يعتبرون أن الرأسمالية وأن الليبرالية وأن الغرب وأمريكا إنها الشيطان الأكبر اما بعد أن سقط النموذج كما قال أحد كتابهم في إحدى الصحف المحلية قبل سنوات (فاجعة سقوط النموذج) وهو يقصد الشيوعية في الاتحاد السوفيتي . تحول الاكثر منهم الى الشيطان الاكبر والقليل منهم من أخذ يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى وهذه مشكلة وكارثة .ومع الأسف الشديد على الأقل في الشيوعية قضية الزواج غير وارد لديهم لكن في الكاثوليكية في الغرب يصبح الزواج أبدي وليس فيه طلاق فمشكلة الذين تحرروا من الشيوعية ووقعوا في رق الرأسمالية واللبرالية هؤلاء ربما حصل زواج كاثوليكي وهذا أخطر من الأمر السابق ونسأل الله لهم الهداية وهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وممن يشاركوننا الوطن والنسب ويعز علينا أن نراهم يتنقلون في حانات الافكار المادية وقليل منهم من يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى .أ.هـ.
تابع س3 : ألا ترى أن هناك إسرافاُ في استخدام لفظ العلمانية أو إطلاقة على بعض الرموز لمجرد بعض الأفكار المختلفة عن السائد ؟
تابع جـ3 : هناك فرق بين إطلاق العلمانية والعلماني فالعلمانية تطلق على فكرة معينة في موضوع معين والأمر فيه سعه ولكن ينبغي ألا تطلق إلا ممن يعلم ما هي العلمانية علماً حقيقياً دقيقاً في أصلها ومنشأها وفلسفتها وصور التعبير عنها وتطبيقاتها الحياتية المختلفة ويعلم عن الحكم الشرعي لأن العلمانية ثوب فضفاض واسع فيه الكثير من التباينات أحياناً . فممكن أن تطلق العلمانية على فكرة معينة على قضية معينة لكن إطلاق كلمة علماني ينبغي أن يحذر من ذلك حذراً شديداً وألا تطلق إلا بعد تمحيص شديد . أ.هـ .
السؤال (4) كيف هو واقع الصحوة الإسلامية و خصوصا العلماء في مواجهة العلمانية في المملكة العربية السعودية ؟ وماهو دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين ؟ وأيضا هل العلمانيون دعاة على أبواب جهنم ؟
جـ4: أما كيف هو واقع الصحوة الاسلامية وخصوصاً العلماء في مواجهة العلمانية هو حديث عن تاريخ والأمر إجابة أسئلة مقتضبة ولا يتسع المجال لأن نتحدث عن تاريخ . لكنني أقول أن العلمانية في المملكة العربية السعودية كانت أضعف فصائل العلمانية الموجودة في البلاد العربية والاسلامية لثلاثة أسباب .
الأول : أن المجتمع لدينا والدولة والنظام قامت أصلاً على الإسلام وبالتالى فهى لا تقبل
بالإسلا م بديلاً . ولذلك في أيام هجمة الإشتراكية والقومية أيام عبدالناصر وغيره في الستينات لم يقف كنظام وكمجتمع وكدولة في مواجهة تلك الهجمات البربرية التي حاولت استئصال الإسلام من المنطقة إلا المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وتعرضت لكثير من المحاولات الإنقلابية .وكثير من الحرب الإعلامية . ، وفي أيام الملك فيصل نشأت كمواجهة لهذه الدعوات القومية الإشتراكية فكرة التضامن الاسلامي وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي والبنك الاسلامي للتنمية والجامعات الاسلامية وغيرها
السبب الثاني : أن الموروث الديني لدينا راسخ رسوخاً شديداً في المجتمع وكثيرٌ من قيم المجتمع تقوم على الاسلام وليس من السهولة أن يتقبل الناس أفكاراً تناقض الاسلام وتحارب الاسلام وتخالف الاسلام ولذلك فأصحابها لدينا يتدسسون بها تحت لافتات مختلفة .
السبب الثالث : أن هذه البلاد مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وفيها الحرمين وبالتالي فالعالم كله ينظر لها نظرة خاصة .فلهذه الأسباب العلمانية في المملكة العربية السعودية تاريخياً كانت من أضعف الفصائل العلمانية في المنطقة وقد وصلت إلينا متأخرة وهي تنقسم إلى قسمين:
الاول – ليبرالية تتمثل في بعض الناس وبعض الشخصيات وأيضاً عدد من اليساريين الذين تاريخياً لهم العديد من التنظيمات مثل التنظيم البعثي والتنظيم الناصري وحركة القوميين العرب والعديد من التنظيمات التي كانت قائمة في البلاد سراً والتي كانت لها محاولات دؤوبة لتغيير الوضع في البلد. وحقيقة ان مواجهة العلماء لها كانت متأخرة باعتبار تأخر الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي لكنها والحمد لله كانت مواجهة كما يقول كثير من الناس ومن ضمنهم أحد سدنة العلمانية شاكر النابلسي في كتاب "نبت الصمت" يقول أنها حسمت المعركة في وقت قصير جداً لمصلحة الاسلام – وهذا الذي يظهر لي أنا .
وأما دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين فأنا حقيقةً لا أظن أن الحكومة كنظام وكمنهج تعمدت وسعت إلى التمكين للعلمانية كمذهب وكتيار قد يكون بعض الأشخاص الذين تدثروا بدثار العلمانية وربما كانوا من رموزها أثناء دراستهم في الغرب وربما كانوا من رموزها في فترات معينة أصبح لهم مناصب حساسة في أوقات مختلفة في البلاد وربما كان هذا نتيجة حسابات معينة قد اتفق معها أو اختلف معها من باب الإستفادة من بعض الجوانب لديهم من باب أن البعض يقول أنه ليس لدينا علمانييون حقيقييون هم أناس فقط يركبون بعض الموجات لكنهم في الحقيقة لا يتخلون عن إسلامهم وربما كان بعض الشخصيات الذي كان تاريخياً معروفاً أنه من رموز العلمانية وربما كان له انتماءات في أكثر من تنظيم في فترات معينة ونرى في السنتين الأخيرة أو الثلاث سنوات الأخيرة إنتاجه الفكري والأدبي والشعري في قضية فلسطين في الذروة من التفاعل معها إسلامياً ووطنياً . فأقول أن يتبنى النظام النهج العلماني ويسعى للتمكين للعلمانيين على حساب الاسلام كنهج وكتوجه وكفكر . لا أظن هذا موجود على الإطلاق ولكن بعض الأشخاص وبعض الرموز بلا شك أنه كان لهم مواقع معينة في فترات مختلفة كما قلت لحسابات معينة . يقول – هل العلمانيين دعاة على أبواب جهنم .أقول من كان موغلاً في العلمانية غارقاً فيها آخذ بها كفلسفة للحياة وكمنهج للحياة فهو بلا شك من الدعاة الذين على أبواب جهنم .أما من تأثر ببعض طروحات العلمانية جهلاً منه أو ظناً منه أنها لا تناقض الاسلام أو إحسان ظنٍ بمصدرها فأرجوا أن يكون من المخطئين الذين نرجو لهم الهداية وأن يغفر الله لهم . أ.هـ.
حوار أجري مع فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني
من قبل موقع الأحرار
( العلمانية والعلمانيون )
السؤال (1) عبارة وردت في مقدمة الحوار (هز أركان الحداثة ، وقف سدا منيعا لزحوف الباطل، أرهق خصومه) مصطلحات من قاموس الأحرار ، والإسلاميين بشكل عام ... سؤالي ..ألا يزال الشيخ يؤمن بهذه المصطلحات، هل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها ام هو الحوار والنقاش والإقناع ؟
ج1 : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . اللهم إنا نسألك السداد في القول والعمل ونسألك أن تهدينا لأقوم الطريق . بعد شكري لله سبحانه وتعالى أن هيئ لنا هذا اللقاء مع الأخوة القراء والمستمعين في كل مكان من العالم .
أشكر لإخواننا في شبكة الأحرار ومنتدى السقيفة على الجهد الذي بذلوه في تهيئة هذا اللقاء وتيسيره ، كما أشكر الأخوة القراء الذين تفاعلوا مع اللقاء وطرحوا هذه الأسئلة وأرجوا أن أتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة إجابة ترضي الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم لعلها تحقق بعض ما يتطلع إليه الأخوة القراء ممن وضعوا الأسئلة وممن سيطلعون عليها في هذا اللقاء .
بالنسبة للسؤال الذي أورده الأخ الكريم وهل لازلت أومن بهذه المصطلحات وهل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها أم هو الحوار والنقاش والإقناع أقول ، من المشكلات التي يقع فيها كثير من الناس ، أنهم ينظرون إلى المنهج الإسلامي في التعامل مع المخالفين من زاوية واحدة فهم يفترضون أنه إذا كان هناك حوار ونقاش وإقناع فلن يكون هناك مواجهة و لا هز لأركان الباطل ولا وقوف في طريقه ومنع من انتشاره والبعض الآخر أيضاً يرى أنه إذا وقف في وجه الباطل ومنع الانتشار وحذر الناس منه ، اننا قد أغلقنا أبواب الحوار والنقاش والإقناع وهذا ليس صحيحاً . هذه أجزاء في منهج واحد فالمنهج الشرعي من مفرداته الحوار والإقناع والنقاش والدعوة ، ومن مفرداته أيضاً التحذير من الباطل ومجاهدته والوقوف في وجهة وبلاشك أن الليبرالية والعلمانية من أخطر المخاطر التي تتعرض لها أمتنا في هذا العصر ، ونحن في أشد الحاجة إلى الوقوف في وجه هذه المخاطر والاحتساب في ذلك من أعظم القربات وهو باب من أبواب الجهاد ولذلك أنا لازلت أؤمن بها وسابقى أؤمن بها بإذن الله سبحانه وتعالى لكن لا يعني هذا أنه ليس هناك حوار ولا نقاش و لا إقناع بل كما قلت في إحدى المناسبات هي مواجهة من صورها الحوار ، أو هو حوار من طرق التعبير عنه المواجهة . أ.هـ.
السؤال (2) تركي الحمد (الذي أفحمه الشيخ) ضيف في إحدى مجلاته، هل تغير الفكر أم موقف الساعة ؟ في حوار سابق مع الشيخ في (الوسطية) كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية، مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح سؤالي..هل الأسئلة لم ترق للشيخ ، ام هي الخشية من التصنيف، أم غيرذلك..؟
ج2: نحن لسنا متعبدين بأسلوب معين محدد للتعامل مع الآخرين الذين يخالفوننا . بل الأمر فيه سعة وكل ما أوصل إلى المصلحة أو غلب على ظننا أنه يوصل إلى المصلحة الشرعية ويدرء المفاسد وليس هناك نهي شرعي عنه لذاته فيجوز لنا أن نستخدمه ولعل منطلق صاحب هذا السؤال هو منطلق صاحب السؤال السابق ، يعني هو يستغرب كيف أنني أواجه تركي الحمد على المنابر وفي المجالات المختلفة وأكشف خلل وعوار فكره والخطأ الذي وقع فيه والمزالق الكبيرة التي وقع فيها يستغرب أنني أفعل ذلك ثم أحاوره في مجلة أُشرف عليها وأُتيح له أن يتحدث وأتيح للآخرين أن يردوا عليه وأنا أرى أن الصورتين متكاملة وليست متناقضة ، وبالتالي لا يمكن أن تقول أن ذلك خلل في الفكر وتغيير في الفكر أما قضية موقف الساعة فنحن متعبدون شرعاً في كل ساعة وفي كل وقت بأن نواجه الحالة الراهنة بما يكافؤها .
تابع س2 : في حوار سابق مع الشيخ في منتدى الوسطية كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح ، والسؤال هو ، هل الأسئلة لم ترق للشيخ أم هي الخشية من التصنيف أم غير ذلك ؟
تابع ج2 : أما: هل الأسئلة لم ترق لي! ، فليس بالضرورة أن تروق لي ، إذا كان منهجي أن صاحب الفكر وصاحب الدعوة وصاحب المشروع الذي يريد أن يصل إلى الناس فرصة تتاح له عندما يُسئل أي سؤال كان ليُعبر عن فكره وعن دعوته وعن مشروعه ويتواصل من خلاله مع الناس وفي القرآن الكريم أورد القرآن أشنع المقالات للمخالفين حتى في قضية وجود رب العالمين سبحانه وتعالى ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )
فأنا لا يضيرني أن يطرح أي سؤال على الإطلاق حتى لو كان السؤال فيه شيء من عدم الأدب أو عدم الإلتزام بالذوق فهذا يحسب على السائل و لا يضير المسؤول من ذلك شيء . أما الخشية من التصنيف فأنا لا يضيرني أن أعبر عن نفسي وعن فكري وأُعلنه وبالتالي فأنا أسعى إلى أن أصنف حسب قناعاتي، أنا أسعى إلى ذلك فكيف أخشى من أن أصنف وأنا أسعى إلى أن أُصنف حسب قناعاتي وأن أعلن عن فكري وأن يصل إلى العالمين وأن يفهمني الناس على أساس ذلك . أنا ظني أن إجاباتي كانت كافية. قد يكون الأخ الذي أطلع على الإجابات كما يسمونه في البرمجة اللغوية العصبية من أصحاب البرنامج العقلي التفصيلي، وأنا ربما كنت في إطار البرنامج العقلي الإجمالي عندما أجبت. وبالتالي فهو ما أستطاع أن يرى ويسمع ما رأيت وما قلت، وأنا ظننت أني قلت كل شيء، والأمر اجتهادي تقديري . أ.هـ.
السؤال (3)شيخنا الكريم ... لا يخفى على الجميع مواجهتكم للعلمانيين والحداثيين من خلال الوسائل الإعلامية . شيخنا الكريم هل تخلى الكثير من العلمانيون والحداثيون عن أفكارهم أم أنهم يسيرون مع التغيرات العالمية والوطنية ؟
ج3 : سنة الله سبحانه وتعالى في الحياة أن التطور والتغير يطرأ على البشر وعلى الخلق كافة، وهناك من العلمانيين والحداثيين من غيروا أراءهم، فمنهم من غير تغييراً كلياً ومنهم من غير تغييراً جزئياً. أما كلمة الكثير فأظن أن فيها مبالغة بل هم قلة الذين على الأقل أعلنوا عن التغيير الذي طرأ عليهم وجزء منهم أنكفأوا على أنفسهم وجزء منهم حاولوا أن يتكيفوا مع المتغيرات الجديدة بالذات اليساريَّون العرب حتى في بلادنا الذين كانوا يعتبرون أن الرأسمالية وأن الليبرالية وأن الغرب وأمريكا إنها الشيطان الأكبر اما بعد أن سقط النموذج كما قال أحد كتابهم في إحدى الصحف المحلية قبل سنوات (فاجعة سقوط النموذج) وهو يقصد الشيوعية في الاتحاد السوفيتي . تحول الاكثر منهم الى الشيطان الاكبر والقليل منهم من أخذ يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى وهذه مشكلة وكارثة .ومع الأسف الشديد على الأقل في الشيوعية قضية الزواج غير وارد لديهم لكن في الكاثوليكية في الغرب يصبح الزواج أبدي وليس فيه طلاق فمشكلة الذين تحرروا من الشيوعية ووقعوا في رق الرأسمالية واللبرالية هؤلاء ربما حصل زواج كاثوليكي وهذا أخطر من الأمر السابق ونسأل الله لهم الهداية وهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وممن يشاركوننا الوطن والنسب ويعز علينا أن نراهم يتنقلون في حانات الافكار المادية وقليل منهم من يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى .أ.هـ.
تابع س3 : ألا ترى أن هناك إسرافاُ في استخدام لفظ العلمانية أو إطلاقة على بعض الرموز لمجرد بعض الأفكار المختلفة عن السائد ؟
تابع جـ3 : هناك فرق بين إطلاق العلمانية والعلماني فالعلمانية تطلق على فكرة معينة في موضوع معين والأمر فيه سعه ولكن ينبغي ألا تطلق إلا ممن يعلم ما هي العلمانية علماً حقيقياً دقيقاً في أصلها ومنشأها وفلسفتها وصور التعبير عنها وتطبيقاتها الحياتية المختلفة ويعلم عن الحكم الشرعي لأن العلمانية ثوب فضفاض واسع فيه الكثير من التباينات أحياناً . فممكن أن تطلق العلمانية على فكرة معينة على قضية معينة لكن إطلاق كلمة علماني ينبغي أن يحذر من ذلك حذراً شديداً وألا تطلق إلا بعد تمحيص شديد . أ.هـ .
السؤال (4) كيف هو واقع الصحوة الإسلامية و خصوصا العلماء في مواجهة العلمانية في المملكة العربية السعودية ؟ وماهو دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين ؟ وأيضا هل العلمانيون دعاة على أبواب جهنم ؟
جـ4: أما كيف هو واقع الصحوة الاسلامية وخصوصاً العلماء في مواجهة العلمانية هو حديث عن تاريخ والأمر إجابة أسئلة مقتضبة ولا يتسع المجال لأن نتحدث عن تاريخ . لكنني أقول أن العلمانية في المملكة العربية السعودية كانت أضعف فصائل العلمانية الموجودة في البلاد العربية والاسلامية لثلاثة أسباب .
الأول : أن المجتمع لدينا والدولة والنظام قامت أصلاً على الإسلام وبالتالى فهى لا تقبل
بالإسلا م بديلاً . ولذلك في أيام هجمة الإشتراكية والقومية أيام عبدالناصر وغيره في الستينات لم يقف كنظام وكمجتمع وكدولة في مواجهة تلك الهجمات البربرية التي حاولت استئصال الإسلام من المنطقة إلا المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وتعرضت لكثير من المحاولات الإنقلابية .وكثير من الحرب الإعلامية . ، وفي أيام الملك فيصل نشأت كمواجهة لهذه الدعوات القومية الإشتراكية فكرة التضامن الاسلامي وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي والبنك الاسلامي للتنمية والجامعات الاسلامية وغيرها
السبب الثاني : أن الموروث الديني لدينا راسخ رسوخاً شديداً في المجتمع وكثيرٌ من قيم المجتمع تقوم على الاسلام وليس من السهولة أن يتقبل الناس أفكاراً تناقض الاسلام وتحارب الاسلام وتخالف الاسلام ولذلك فأصحابها لدينا يتدسسون بها تحت لافتات مختلفة .
السبب الثالث : أن هذه البلاد مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وفيها الحرمين وبالتالي فالعالم كله ينظر لها نظرة خاصة .فلهذه الأسباب العلمانية في المملكة العربية السعودية تاريخياً كانت من أضعف الفصائل العلمانية في المنطقة وقد وصلت إلينا متأخرة وهي تنقسم إلى قسمين:
الاول – ليبرالية تتمثل في بعض الناس وبعض الشخصيات وأيضاً عدد من اليساريين الذين تاريخياً لهم العديد من التنظيمات مثل التنظيم البعثي والتنظيم الناصري وحركة القوميين العرب والعديد من التنظيمات التي كانت قائمة في البلاد سراً والتي كانت لها محاولات دؤوبة لتغيير الوضع في البلد. وحقيقة ان مواجهة العلماء لها كانت متأخرة باعتبار تأخر الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي لكنها والحمد لله كانت مواجهة كما يقول كثير من الناس ومن ضمنهم أحد سدنة العلمانية شاكر النابلسي في كتاب "نبت الصمت" يقول أنها حسمت المعركة في وقت قصير جداً لمصلحة الاسلام – وهذا الذي يظهر لي أنا .
وأما دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين فأنا حقيقةً لا أظن أن الحكومة كنظام وكمنهج تعمدت وسعت إلى التمكين للعلمانية كمذهب وكتيار قد يكون بعض الأشخاص الذين تدثروا بدثار العلمانية وربما كانوا من رموزها أثناء دراستهم في الغرب وربما كانوا من رموزها في فترات معينة أصبح لهم مناصب حساسة في أوقات مختلفة في البلاد وربما كان هذا نتيجة حسابات معينة قد اتفق معها أو اختلف معها من باب الإستفادة من بعض الجوانب لديهم من باب أن البعض يقول أنه ليس لدينا علمانييون حقيقييون هم أناس فقط يركبون بعض الموجات لكنهم في الحقيقة لا يتخلون عن إسلامهم وربما كان بعض الشخصيات الذي كان تاريخياً معروفاً أنه من رموز العلمانية وربما كان له انتماءات في أكثر من تنظيم في فترات معينة ونرى في السنتين الأخيرة أو الثلاث سنوات الأخيرة إنتاجه الفكري والأدبي والشعري في قضية فلسطين في الذروة من التفاعل معها إسلامياً ووطنياً . فأقول أن يتبنى النظام النهج العلماني ويسعى للتمكين للعلمانيين على حساب الاسلام كنهج وكتوجه وكفكر . لا أظن هذا موجود على الإطلاق ولكن بعض الأشخاص وبعض الرموز بلا شك أنه كان لهم مواقع معينة في فترات مختلفة كما قلت لحسابات معينة . يقول – هل العلمانيين دعاة على أبواب جهنم .أقول من كان موغلاً في العلمانية غارقاً فيها آخذ بها كفلسفة للحياة وكمنهج للحياة فهو بلا شك من الدعاة الذين على أبواب جهنم .أما من تأثر ببعض طروحات العلمانية جهلاً منه أو ظناً منه أنها لا تناقض الاسلام أو إحسان ظنٍ بمصدرها فأرجوا أن يكون من المخطئين الذين نرجو لهم الهداية وأن يغفر الله لهم . أ.هـ.
تعليق