• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منقول : حوارأجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل موقع الأحرار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منقول : حوارأجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل موقع الأحرار

    ( منقول ) أجوبة
    حوار أجري مع فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني

    من قبل موقع الأحرار
    ( العلمانية والعلمانيون )
    السؤال (1) عبارة وردت في مقدمة الحوار (هز أركان الحداثة ، وقف سدا منيعا لزحوف الباطل، أرهق خصومه) مصطلحات من قاموس الأحرار ، والإسلاميين بشكل عام ... سؤالي ..ألا يزال الشيخ يؤمن بهذه المصطلحات، هل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها ام هو الحوار والنقاش والإقناع ؟
    ج1 : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . اللهم إنا نسألك السداد في القول والعمل ونسألك أن تهدينا لأقوم الطريق . بعد شكري لله سبحانه وتعالى أن هيئ لنا هذا اللقاء مع الأخوة القراء والمستمعين في كل مكان من العالم .
    أشكر لإخواننا في شبكة الأحرار ومنتدى السقيفة على الجهد الذي بذلوه في تهيئة هذا اللقاء وتيسيره ، كما أشكر الأخوة القراء الذين تفاعلوا مع اللقاء وطرحوا هذه الأسئلة وأرجوا أن أتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة إجابة ترضي الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم لعلها تحقق بعض ما يتطلع إليه الأخوة القراء ممن وضعوا الأسئلة وممن سيطلعون عليها في هذا اللقاء .
    بالنسبة للسؤال الذي أورده الأخ الكريم وهل لازلت أومن بهذه المصطلحات وهل هي معركة مع الآراء الأخرى الليبرالية والعلمانية وغيرها أم هو الحوار والنقاش والإقناع أقول ، من المشكلات التي يقع فيها كثير من الناس ، أنهم ينظرون إلى المنهج الإسلامي في التعامل مع المخالفين من زاوية واحدة فهم يفترضون أنه إذا كان هناك حوار ونقاش وإقناع فلن يكون هناك مواجهة و لا هز لأركان الباطل ولا وقوف في طريقه ومنع من انتشاره والبعض الآخر أيضاً يرى أنه إذا وقف في وجه الباطل ومنع الانتشار وحذر الناس منه ، اننا قد أغلقنا أبواب الحوار والنقاش والإقناع وهذا ليس صحيحاً . هذه أجزاء في منهج واحد فالمنهج الشرعي من مفرداته الحوار والإقناع والنقاش والدعوة ، ومن مفرداته أيضاً التحذير من الباطل ومجاهدته والوقوف في وجهة وبلاشك أن الليبرالية والعلمانية من أخطر المخاطر التي تتعرض لها أمتنا في هذا العصر ، ونحن في أشد الحاجة إلى الوقوف في وجه هذه المخاطر والاحتساب في ذلك من أعظم القربات وهو باب من أبواب الجهاد ولذلك أنا لازلت أؤمن بها وسابقى أؤمن بها بإذن الله سبحانه وتعالى لكن لا يعني هذا أنه ليس هناك حوار ولا نقاش و لا إقناع بل كما قلت في إحدى المناسبات هي مواجهة من صورها الحوار ، أو هو حوار من طرق التعبير عنه المواجهة . أ.هـ.
    السؤال (2) تركي الحمد (الذي أفحمه الشيخ) ضيف في إحدى مجلاته، هل تغير الفكر أم موقف الساعة ؟ في حوار سابق مع الشيخ في (الوسطية) كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية، مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح سؤالي..هل الأسئلة لم ترق للشيخ ، ام هي الخشية من التصنيف، أم غيرذلك..؟
    ج2: نحن لسنا متعبدين بأسلوب معين محدد للتعامل مع الآخرين الذين يخالفوننا . بل الأمر فيه سعة وكل ما أوصل إلى المصلحة أو غلب على ظننا أنه يوصل إلى المصلحة الشرعية ويدرء المفاسد وليس هناك نهي شرعي عنه لذاته فيجوز لنا أن نستخدمه ولعل منطلق صاحب هذا السؤال هو منطلق صاحب السؤال السابق ، يعني هو يستغرب كيف أنني أواجه تركي الحمد على المنابر وفي المجالات المختلفة وأكشف خلل وعوار فكره والخطأ الذي وقع فيه والمزالق الكبيرة التي وقع فيها يستغرب أنني أفعل ذلك ثم أحاوره في مجلة أُشرف عليها وأُتيح له أن يتحدث وأتيح للآخرين أن يردوا عليه وأنا أرى أن الصورتين متكاملة وليست متناقضة ، وبالتالي لا يمكن أن تقول أن ذلك خلل في الفكر وتغيير في الفكر أما قضية موقف الساعة فنحن متعبدون شرعاً في كل ساعة وفي كل وقت بأن نواجه الحالة الراهنة بما يكافؤها .
    تابع س2 : في حوار سابق مع الشيخ في منتدى الوسطية كانت الإجابات غامضة وفي غاية الاختصار والدبلوماسية مع أن المنتدى تطرح فيه الآراء بكل صراحة ووضوح ، والسؤال هو ، هل الأسئلة لم ترق للشيخ أم هي الخشية من التصنيف أم غير ذلك ؟
    تابع ج2 : أما: هل الأسئلة لم ترق لي! ، فليس بالضرورة أن تروق لي ، إذا كان منهجي أن صاحب الفكر وصاحب الدعوة وصاحب المشروع الذي يريد أن يصل إلى الناس فرصة تتاح له عندما يُسئل أي سؤال كان ليُعبر عن فكره وعن دعوته وعن مشروعه ويتواصل من خلاله مع الناس وفي القرآن الكريم أورد القرآن أشنع المقالات للمخالفين حتى في قضية وجود رب العالمين سبحانه وتعالى ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون )
    فأنا لا يضيرني أن يطرح أي سؤال على الإطلاق حتى لو كان السؤال فيه شيء من عدم الأدب أو عدم الإلتزام بالذوق فهذا يحسب على السائل و لا يضير المسؤول من ذلك شيء . أما الخشية من التصنيف فأنا لا يضيرني أن أعبر عن نفسي وعن فكري وأُعلنه وبالتالي فأنا أسعى إلى أن أصنف حسب قناعاتي، أنا أسعى إلى ذلك فكيف أخشى من أن أصنف وأنا أسعى إلى أن أُصنف حسب قناعاتي وأن أعلن عن فكري وأن يصل إلى العالمين وأن يفهمني الناس على أساس ذلك . أنا ظني أن إجاباتي كانت كافية. قد يكون الأخ الذي أطلع على الإجابات كما يسمونه في البرمجة اللغوية العصبية من أصحاب البرنامج العقلي التفصيلي، وأنا ربما كنت في إطار البرنامج العقلي الإجمالي عندما أجبت. وبالتالي فهو ما أستطاع أن يرى ويسمع ما رأيت وما قلت، وأنا ظننت أني قلت كل شيء، والأمر اجتهادي تقديري . أ.هـ.
    السؤال (3)شيخنا الكريم ... لا يخفى على الجميع مواجهتكم للعلمانيين والحداثيين من خلال الوسائل الإعلامية . شيخنا الكريم هل تخلى الكثير من العلمانيون والحداثيون عن أفكارهم أم أنهم يسيرون مع التغيرات العالمية والوطنية ؟
    ج3 : سنة الله سبحانه وتعالى في الحياة أن التطور والتغير يطرأ على البشر وعلى الخلق كافة، وهناك من العلمانيين والحداثيين من غيروا أراءهم، فمنهم من غير تغييراً كلياً ومنهم من غير تغييراً جزئياً. أما كلمة الكثير فأظن أن فيها مبالغة بل هم قلة الذين على الأقل أعلنوا عن التغيير الذي طرأ عليهم وجزء منهم أنكفأوا على أنفسهم وجزء منهم حاولوا أن يتكيفوا مع المتغيرات الجديدة بالذات اليساريَّون العرب حتى في بلادنا الذين كانوا يعتبرون أن الرأسمالية وأن الليبرالية وأن الغرب وأمريكا إنها الشيطان الأكبر اما بعد أن سقط النموذج كما قال أحد كتابهم في إحدى الصحف المحلية قبل سنوات (فاجعة سقوط النموذج) وهو يقصد الشيوعية في الاتحاد السوفيتي . تحول الاكثر منهم الى الشيطان الاكبر والقليل منهم من أخذ يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى وهذه مشكلة وكارثة .ومع الأسف الشديد على الأقل في الشيوعية قضية الزواج غير وارد لديهم لكن في الكاثوليكية في الغرب يصبح الزواج أبدي وليس فيه طلاق فمشكلة الذين تحرروا من الشيوعية ووقعوا في رق الرأسمالية واللبرالية هؤلاء ربما حصل زواج كاثوليكي وهذا أخطر من الأمر السابق ونسأل الله لهم الهداية وهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وممن يشاركوننا الوطن والنسب ويعز علينا أن نراهم يتنقلون في حانات الافكار المادية وقليل منهم من يفكر في أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى .أ.هـ.
    تابع س3 : ألا ترى أن هناك إسرافاُ في استخدام لفظ العلمانية أو إطلاقة على بعض الرموز لمجرد بعض الأفكار المختلفة عن السائد ؟
    تابع جـ3 : هناك فرق بين إطلاق العلمانية والعلماني فالعلمانية تطلق على فكرة معينة في موضوع معين والأمر فيه سعه ولكن ينبغي ألا تطلق إلا ممن يعلم ما هي العلمانية علماً حقيقياً دقيقاً في أصلها ومنشأها وفلسفتها وصور التعبير عنها وتطبيقاتها الحياتية المختلفة ويعلم عن الحكم الشرعي لأن العلمانية ثوب فضفاض واسع فيه الكثير من التباينات أحياناً . فممكن أن تطلق العلمانية على فكرة معينة على قضية معينة لكن إطلاق كلمة علماني ينبغي أن يحذر من ذلك حذراً شديداً وألا تطلق إلا بعد تمحيص شديد . أ.هـ .
    السؤال (4) كيف هو واقع الصحوة الإسلامية و خصوصا العلماء في مواجهة العلمانية في المملكة العربية السعودية ؟ وماهو دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين ؟ وأيضا هل العلمانيون دعاة على أبواب جهنم ؟
    جـ4: أما كيف هو واقع الصحوة الاسلامية وخصوصاً العلماء في مواجهة العلمانية هو حديث عن تاريخ والأمر إجابة أسئلة مقتضبة ولا يتسع المجال لأن نتحدث عن تاريخ . لكنني أقول أن العلمانية في المملكة العربية السعودية كانت أضعف فصائل العلمانية الموجودة في البلاد العربية والاسلامية لثلاثة أسباب .
    الأول : أن المجتمع لدينا والدولة والنظام قامت أصلاً على الإسلام وبالتالى فهى لا تقبل
    بالإسلا م بديلاً . ولذلك في أيام هجمة الإشتراكية والقومية أيام عبدالناصر وغيره في الستينات لم يقف كنظام وكمجتمع وكدولة في مواجهة تلك الهجمات البربرية التي حاولت استئصال الإسلام من المنطقة إلا المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وتعرضت لكثير من المحاولات الإنقلابية .وكثير من الحرب الإعلامية . ، وفي أيام الملك فيصل نشأت كمواجهة لهذه الدعوات القومية الإشتراكية فكرة التضامن الاسلامي وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي والبنك الاسلامي للتنمية والجامعات الاسلامية وغيرها
    السبب الثاني : أن الموروث الديني لدينا راسخ رسوخاً شديداً في المجتمع وكثيرٌ من قيم المجتمع تقوم على الاسلام وليس من السهولة أن يتقبل الناس أفكاراً تناقض الاسلام وتحارب الاسلام وتخالف الاسلام ولذلك فأصحابها لدينا يتدسسون بها تحت لافتات مختلفة .
    السبب الثالث : أن هذه البلاد مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وفيها الحرمين وبالتالي فالعالم كله ينظر لها نظرة خاصة .فلهذه الأسباب العلمانية في المملكة العربية السعودية تاريخياً كانت من أضعف الفصائل العلمانية في المنطقة وقد وصلت إلينا متأخرة وهي تنقسم إلى قسمين:
    الاول – ليبرالية تتمثل في بعض الناس وبعض الشخصيات وأيضاً عدد من اليساريين الذين تاريخياً لهم العديد من التنظيمات مثل التنظيم البعثي والتنظيم الناصري وحركة القوميين العرب والعديد من التنظيمات التي كانت قائمة في البلاد سراً والتي كانت لها محاولات دؤوبة لتغيير الوضع في البلد. وحقيقة ان مواجهة العلماء لها كانت متأخرة باعتبار تأخر الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي لكنها والحمد لله كانت مواجهة كما يقول كثير من الناس ومن ضمنهم أحد سدنة العلمانية شاكر النابلسي في كتاب "نبت الصمت" يقول أنها حسمت المعركة في وقت قصير جداً لمصلحة الاسلام – وهذا الذي يظهر لي أنا .
    وأما دور ولاة الأمر في التمكين للعلمانيين فأنا حقيقةً لا أظن أن الحكومة كنظام وكمنهج تعمدت وسعت إلى التمكين للعلمانية كمذهب وكتيار قد يكون بعض الأشخاص الذين تدثروا بدثار العلمانية وربما كانوا من رموزها أثناء دراستهم في الغرب وربما كانوا من رموزها في فترات معينة أصبح لهم مناصب حساسة في أوقات مختلفة في البلاد وربما كان هذا نتيجة حسابات معينة قد اتفق معها أو اختلف معها من باب الإستفادة من بعض الجوانب لديهم من باب أن البعض يقول أنه ليس لدينا علمانييون حقيقييون هم أناس فقط يركبون بعض الموجات لكنهم في الحقيقة لا يتخلون عن إسلامهم وربما كان بعض الشخصيات الذي كان تاريخياً معروفاً أنه من رموز العلمانية وربما كان له انتماءات في أكثر من تنظيم في فترات معينة ونرى في السنتين الأخيرة أو الثلاث سنوات الأخيرة إنتاجه الفكري والأدبي والشعري في قضية فلسطين في الذروة من التفاعل معها إسلامياً ووطنياً . فأقول أن يتبنى النظام النهج العلماني ويسعى للتمكين للعلمانيين على حساب الاسلام كنهج وكتوجه وكفكر . لا أظن هذا موجود على الإطلاق ولكن بعض الأشخاص وبعض الرموز بلا شك أنه كان لهم مواقع معينة في فترات مختلفة كما قلت لحسابات معينة . يقول – هل العلمانيين دعاة على أبواب جهنم .أقول من كان موغلاً في العلمانية غارقاً فيها آخذ بها كفلسفة للحياة وكمنهج للحياة فهو بلا شك من الدعاة الذين على أبواب جهنم .أما من تأثر ببعض طروحات العلمانية جهلاً منه أو ظناً منه أنها لا تناقض الاسلام أو إحسان ظنٍ بمصدرها فأرجوا أن يكون من المخطئين الذين نرجو لهم الهداية وأن يغفر الله لهم . أ.هـ.

  • #2
    (تابع )الحوار الذي أجري مع الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار

    (تابع ) الحوار
    تابع س5/ لعل السائل في السؤال السابق يقصد أن بعض الاسلاميين رأوا أن هناك تغييباً إلى حد ما للعقل فأرادوا أن يعيدوا الامة إلى شئ من العقل أو هذا ما يظهرونه كثيراً خاصة الذين ينادون بالتنوير والعقلانية ، فهل هؤلاء يدخلون فيمن ذكرت ؟
    تابع جـ5/ أنا قلت في العديد من اللقاءات العقل لم يكن في يومٍ من الايام مذمة بل العقل مدح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو مقتضى التكليف وهو الذي شرف به الإنسان وكرم ، لكن إذا كان المصطلح أطلق على مجموعة من الناس الذين يجعلون الآراء البشرية والأهواء النفسية بديلاً للوحي السماوي فهؤلاء معهما تسمو مثل الحداثة ، المعنى التبادر إلى الذهن التجديد ولكن في الواقع مذهب جاء لنسف كل حق وجمع كل باطل تحت لواءه فإذا كان يراد بها أن الآراء البشرية والأهواء النفسية تجعل بديلاً للوحي فطبعاً هذا مرفوض وهذا ليس من الإسلام في شئ . أ.هـ.
    السؤال (6)كتب في مقدمة هذا الحوار من قبل المشرف ما يلي ( واسما هز أركان حداثة القرن العشرين ) واعتقد ان الاخ يتحدث عن كتاب الحداثة في الاسلام ، الذي اعلمه ان الشيخ عوض لم يلتق بكثير ممن تحدث عنهم في كتابه وكان حكمه فقط من خلال كتاباتهم ، هل هذا عدل في الحكم ؟ الم يكن الشيخ عوض مع عنفوان الشباب والغيرة على الاسلام استخدم اسلوبا منفرا مع المخالف ؟ الم يكن من الافضل محاورتهم و((الجلوس معهم))......اسمع منهم ........واذكر ان الشيخ راشد الغنوشي عندما ذكر عنده الدكتور فهد العرابي الحارثي انه من كبار علمانيي السعودية.....قال (في معنى كلامه) غريب جدا...هذا نعتبره عندنا من الإسلاميين !!!!

    جـ- بالنسبة لهذا السؤال –فأنا لا أظن أن من الضرورة ومن الواجب أن ألتقي مع كل إنسان ينشر فكره في الصحف والمجلات والكتب والمحاضرات والندوات حتى يتسنى لي الرد بعد ذلك ، إذا كان فكره واضحاً بالنسبة لي وضوحاً لا غبش فيه وأرى أنه يجب الرد على هذا الفكر يكفيني أن أرد على المنشور.

    قضية ثانية من أجل إقناعه من أجل تغيير رأيه من أجل تصحيح المفاهيم الموجودة التي لديه من أجل نقاش أفكار أخرى لم ينشرها هذه قضية أخرى ولا يعني الرد والكتابة والتأليف أن لا نتحاور لكنه لا يجب علينا ألا نؤلف ولا نرد إلا بعد جلسات الحوار ثم أمرٌ آخر أحب أن أنبه عليه أنه حصلت العديد من الحوارات قبل تأليفي للكتاب وبعد تأليفي للكتاب وأنا أرى أن الكتاب صورة من صور الحوار وليست صور الحوار هو الحوار الشفهي بل الحوار يكون على صفحات الصحف في المجلات في الفضائيات وبالتالي في الكتب بالتليفون بالرسائل هذه كلها من صور الحوار يعني ليس هناك صورة محددة .

    ثم أحب أيظاً أن أذكر أمراً وهو أننا كنا نسعى للحوار بكل وسيلة وهم الذين كانوا يرفضونه وهم الذين كانوا يهربون منه وما زال الكثير منهم إلى الآن يهرب من الحوار وعندما أقترح الحوار من قبل البعض في مرحلة مبكرة وحصلت اتصالات من قبل بعض الناس الذين حاولوا أن يجمعوا الطرفين ووافقنا على الحوار وقلنا شريطة أن يوثق ويسجل وأن يكون علنا في حينها أو على الاقل يسجل ويوثق فرفضوا هم الحوار فليس صحيح أننا لم نسعى للحوار ولم نتحاور ثم قضية هل الرد منفراً أو غير منفِّر فطبعاً هذه أمور تقديرية لا أزعم أن ردِّي أنا كان مسدداً مائه في المائة في الأسلوب أما المحتوى فأنا مازلت مقتنع إلى الآن بأن كل ما قلته صحيح لكن الأسلوب والطريقة عرضتها على كثير من العلماء وكثير من الدعاه و كثير من المفكرين والمثقفين والأدباء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وقرأ الكتاب كما قال حرفاً حرفاً ومع ذلك كتب له تلك المقدمة الضافية الرائعة فهذا اجتهادي يعني قد يخالف اجتهاد الأخ ولكني أذكره بالمنهج القرآني (أشداء ورحماء) ، فالرحمة لها مواطنها والشدة لها مواطنها وليس المنهج هو الرحمة فقط بل يعمل بهذا وذاك أيضاً عندما يقول عنفوان الشباب فلا يضيرني عنفوان الشباب إذا كان في الحق ومنضبطاً بضوابط الحق فهذه منقبة ، صحيح أنه عندما ألف الكتاب كان سني في الخامسة والعشرين أو في السادسة والعشرين لكن أنا أعتبر أن هذه منقبه وليست مذمة وأشكر الأخ السائل وجميع الذين حاوروا .
    تابع س7: كثير من أصحاب هذه الأفكار يرون أن الإسلاميين حينما يحاورون إنما يريدون فقط أن يقيموا الحجة وهم لا يحاورون فما ردك على هذا القول ؟
    جـ- هذا الكلام قد يصح على البعض ولكن ليس على الجميع فمنا من يطرق أبواب الحوار في كل مكان ويبحثون عنه ويسعون إلى محاولة هداية الآخرين والتأثير عليهم ويعترفون بما لديهم من حق ولو كان في الوقت متسع لذكرت كثيراً من الحوادث وكثيراً من القضايا وكثيراً من الأمور ، أحد رموز الحداثة جلست معه جلسات طويلة شهودها مازالوا أحياء في أوقات مختلفة ووصلنا إلى نتائج غير عادية وأناس آخرون جلست معهم (وهذا موثق) قالوا نحن كنا نفهمكم فهماً غير صحيح على الإطلاق ، وبعضهم قال أنا كنت أتصور أنكم أناس ظلامييون كما قال منغلقون غير مثقفين ولا تفهمون شيئاً ويقول أن الأفكار التي أعتنقها استفدت منك فيها مالم أعرفه من قبل ، وحتى أحدهم قال :.أنا مذهول في هذه الليلة ،وأحدهم قال ، أنا أختل توازني لأن جميع المسلمات السابقة التي عندي ما كانت صحيحة عنكم فهذا الكلام ليس صحيحاً عن جميع الإسلاميين .
    السؤال (7) هل علمانيي السعودية معتنقي الفكرة العلمانية ام انهم فقط رافعي شعار؟
    جـ/ منهم من هو رافع شعار وهو لا في العير ولا في النفير ولا يعلم ما هي العلمانية ، لكن يبحث عن الوجاهة يبحث عن نشر صورته في الصحف يبحث عن الثناء عليه وهم كثيرون . ومنهم من يعتنقون العلمانية اعتناقاً عقيدياً ويدافعون عنها ويتبنونها بوضوح ومنهم من يأخذ بعض مفاهيم العلمانية ويرفض بعض فلسفاتها وبعض جذورها الفلسفية والفكرية ، فهم كما قلت في بداية الحوار على طبقات شتى ولا يجوز أن نجعلهم في إطار واحد وأن نقولبهم في قالب واحد نعطي له حكماً واحداً .
    السؤال (8)
    فضيلة الشيخ ان هناك اناس نذرو انفسهم للوقوف في وجـه الصحوه الاسلامية من العلمانيين والعصرانيين واعداء الاسلام من بني جلدتنا , والذين يقومون بنهش لحومنا صباح مساء وفي وسائل اعلامنا الكثير منهم , وكل يوم نسمع ونقراء لهم ما يندى له الجبين من تعديهم على الاسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على اصحابه الكرام فما هي نصيحتك لنا ولغيرنا في التصرف نحوهم؟
    جـ- أولاً أقول هؤلاء من الظباء الجافلة التي أغراها بريق المدنية الغربية ونفَّرها ضعف المسلمين وتفرقهم على مستوى الحكومات وعلى مستوى الشعوب وعلى مستوى الأفراد وعلى مستوى التيارات وظنوا أن النجاة هي فيما عند الغرب فأعتنقوه وظني أننا في حاجة لعدة أمور ، الأمر الأول – أن نثبت أن الإسلام في واقعة المعاش في حياتنا جدير بأن يعتنق ويعتز به .لأن هؤلاء يجهلون الإسلام كدين وكمبدأ وينظرون إليه من خلال المسلمين .
    الأمر الثاني :. أن نحاول قدر الإمكان أن نتعرف على منشأ هذه التوجهات وهذه الأفكار يعني الأسباب التي أدت إليها وما هي الإحتياجات النفسية والشخصيةالتي دفعتهم إلى اعتناقها ، وهذا يحتاج إلى دراسات علمية ودراسات نفسية .ثم نحاول أن نبحث عن علاج لهذا على الأقل في الأجيال القادمة .
    الأمر الثالث :. ظني أن جزءاً كبيراً من المشكلة سيبقى ما دامت الأمة في هذا الضعف وهذا التفرق ولو توحدت الأمة وارتفعت عن الحضيض الذي تعيش فيه فكثير ممن هجروا امتهم و دينها وأصالتها من أبنائها سيعودون إليها أو على الأقل سيتلاشى دورهم ويختفون في غياهب النسيان .
    يبقى أن كل صاحب علم ووعي يجب أن يتصدى لهذه الأفكار بالطرق المناسبة ووسائل التصدي واسعة جداً : الوسائل الفكرية ، والوسائل الإعلامية وغيرها . ولكن يتصدى لها بحكمة وبرفق وبقوة أيضاً فلا يناقشها نقاشاً ضعيفاً فيكون فتنة على أهلها وعلى الناس من ورائه هذا هو الواجب الذي يجب على كلٍ منا في موقعه الذي هو فيه .

    تعليق


    • #3
      تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
      ( الصحوة والحركات الاسلامية )
      السؤال (9)كثير من شباب الصحوة انشغل بانتقاد اخوانه عن القيام بتكاليف الدعوة مما افسح المجال لاعداء الدين عن المضي قدما في تنفيذ مخططاتهم. فهل لفضيلتكم من توجيه؟
      جـ9/ أقول هذه الطامة التي نزلت بالأمة هي من أعظم التحديات التي تواجه الأمة في هذا الزمان وأنا أرتب التحديات التي تواجه الأمة من حيث خطورتها على أربعة أقسام الأخطر هي التحديات التي تواجه الأمة في داخل الصف الاسلامي من التفرق والتشرذم والتدابر والتشاحن والتقاطع هذا هو التحدي الذي يحجب عنا نصر الله سبحانه وتعالى ويحجب عنا قبول الناس للخير الذي عندنا ويحجب عنا نقل الدعوة إلى العالمين ويحجب عنا التكتل لنصبح جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وغير ذلك من التحديات التي تواجهنا في داخل الصف الاسلامي الحامل للواء الدعوة والأصالة هي أخطر التحديات من وجهة نظري وهي كثير وقد أشرنا إلى أحدها ثم تأتي بعدها إلى التحديات التي تواجهنا في سواد الأمة من حيث الجهل بالاسلام والمعاصي والشهوات والتعلق بغير الله سبحانه وتعالى والبدع والمنكرات تحديات كثيرة ثم نأتي بعد ذلك إلى التحديات التي تواجهنا مع المستغربين من علمانيين وغيرهم ، الذين هم من أبناء أمتنا واجتالتهم الشياطين ووظفتهم في داخل أمتنا فهم وكلاء تجاريون لأعداء الأمة لا يملكون إلا أن يعبروا عما ملئت به نفوسهم وأفكارهم ورؤسهم ثم نأتي للتحدي الأضعف من وجه نظري الذي يواجه الأمة من عدوها الخارجي في الغرب واليهود وغيرهم . وهذا من وجهة نظري أنه أقل التحديات ولو نجحنا في مواجهة التحدي الأول والثاني والثالث بنجاح فالتحدي الرابع لن يضرنا شيئاً بإذن الله سبحانه وتعالى .

      السؤال (10) لماذا نرى بقاء أصحاب الافكار من مختلف التيارات لا زالوا في خنادقهم التي الفوا عليها ابائهم و لماذا لايكون هناك مكاشفات بين الاسلامويين حتى لا يحاسب الكل بالبعض ؟
      ج أولاً قضية التخندق ما أظنها واردة كما يقول الأخ في الاماكن التي ألفينا عليها آبائنا وأظن أن التطور سنة الحياة وهو يفرض نفسه شئنا أم أبينا .والاسلامييون جزء من هذه الحياة لكن يختلف مقدار هذا التطور من شخص لآخر ومن لايستجيب لسنة الله سبحانه وتعالى في الحياة فسيذهب ويتلاشى .
      أما لماذا لا يكون هناك مكاشفات بين الاسلامويين كما يسميهم . فأنا أرفض هذا المصطلح وأيضاً أقول المكاشفات واجبة لكنها في مستويات عدة فمثلاً – بعض المكاشفات ينبغي أن تكون في دوائر ضيقة جداً بين أهل الرأي وأهل العلم حتى تكون أجدى وأنفع وبعضها ينبغى يكون على مستوى النخب المثقفة وبعضها على مستوى الأمة ، أنا أطالب بالمكاشفات وأطالب بالمصارحة وأطالب بعلاج الاخطاء بوضوح ولكن أيظاً بحكمة ورفق وأنا لا أوافق الأخ أنه لا توجد هناك مكاشفات بل هي موجودة وعلى قدم وساق والذي يتابع الساحة الإسلامية يدرك هذا حقيقة .
      تابع س10/ فضيلة الشيخ بالنسبة لمصطلح الاسلامويين هذا المصطلح يستخدمه العلمانيون فما رأيك في هذا المصطلح بالذات وما الذي يرمون إليه من استخدامه ؟
      جـ10/ هذا المصطلح ترجم من مصطلح غربي لا أذكره الآن لكنه يعطي دلالة معينة المراد منها المتأدلجين كما يسمونهم ونحن القضية لدينا قضية دين نزل من رب العالمين والله سبحانه وتعالى سمانا مسلمين وبالتالي نحن نأخذ المصطلحات الشرعية أما المصطلحات التي يرمينا بها الآخرون فنحن لا نقر بها ولا نسلم بها مثل الاصولية والتطرف وغيرها .
      السؤال (11) التباين في الآراء والقناعات بين أفراد الحركات الاسلامية المتنوعة حول أمور جسام أصابت قلب هذه الأمة ... هل هو خلل في البناء التربوي أو اجتهاد بأجر أم هوى متبع أم ماذا ؟؟؟ ما حصل في حرب الخليج الثانية تكرر في حرب الخليج الثالثة وهاهو الآن يتكرر ( ولكن بشكل أضيق ) داخل العراق بين افراد الحركات الاسلامية العراقية
      ج11/ أولاً :جمع الناس على رأي واحد في القضايا الصغيرة فضلاً عن القضايا الكبيرة شبه متعذر ، ولم يكلفنا الله سبحانه وتعالى بذلك يجب أن نسعى لذلك لكنا لسنا آثمين إذا لم نجتمع على رأي واحد . نحن آثمون إذا لم نبذل الجهد لكي نجتمع ولكي تتبين آرائنا ولكي نتناقش حولها ونتحاور أما في النهاية يبقى كل منا على قناعته ولا ضير في ذلك .
      هل هو خلل في البناء التربوي أو اجتهاد أم هوى ،هناك خلل في البناء التربوي في بعض الصور واجتهاد مأجور مغفور في بعض الصور واتباع للهوى في بعض الصور وعدم علم في بعض الصور وتعجل في بعض الصور الأخرى ونتيجة ضغوط في صور أخرى واختلاف في إدراك المصالح المتوخاه في صور وغيرها وهكذا .
      فالقضية أوسع من أن نحصرها في أمر واحد . وهذا تبسيط وتسطيح ،مثلاً ما حصل في حرب الخليج الثانية أنا أتوقع أنه أمر طبيعي أن يحصل هذا فالعالم كله اختلف والشعوب كلها اختلفت وأيضاً في حرب الخليج الثالثة الأمر كان أشد وأشد ولا يضيرنا هذا لكن أنا أطالب من رأى خلاف رأي غيره ألا يشنع على غيره وأن يسأل الله أن يغفر له وأن يلتمس له عذراً مادام الظاهر أنه يبحث عن الحق وعن المصلحة يبحث عن الحق الذي دل عليه الدليل الشرعي ويبحث عن المصلحة لهذه الامة فإذا كان هذا هو الظاهر لنا حتى لو أخطأ فنحن نعذره ونلتمس له عذراً ونسأل الله أن يغفر له ولا نوافقه على خطأه وحتى داخل العراق أنا أفترض حقيقة من أفراد الحركات الاسلامية في العراق أن يكون بينهم من الاخوة والتآزر والتعاضد والتعاون الشئ الكثير لأن الساحة تستدعي هذا وهو ضرورة وبعد ذلك كل منهم يعمل بما أداه إليه اجتهاده إذا تعذر عليهم أن يتفقوا .
      تابع س11: أحد الكتاب كتب مقالاً بعنوان "خارطة الفتوى" وجعل الفتوى مرتبطة بالخارطة السياسية وذكر أن هناك كثير من الفتاوى صدرت باعتبار القرار السياسي في البلد الذي خرجت الفتوى فيه . فما رأيك في هذا ؟
      جـ/ أن المفتي يضع في حسبانه الظروف المحيطة بالفتوى سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو فكرية أو ما يتوقع أنه سينتج عن هذه الفتوى هذا من الواجبات على المفتي يعني معرفة الواقع ودراسة الواقع دراسة مستيقظة فهذا من الواجب على المفتي لكن أن كانت الفتوى ألغي فيها الدليل الشرعي وألغيت فيها المصلحة وألغي فيها الحق المستبين وجيرت من أجل قرار سياسي فهذا والعياذ بالله من عدم أداء الأمانة ، ومن يبع دين الله والعهد الذي أخذ على العلماء بعرض من الدنيا قليل نسأل الله العافية .لكننا نظن أن علماء الاسلام بإذن الله أعلى من ذلك وأسمى .
      السؤال (12)فضيلة الشيخ عوض حفظه الله. يتردد على بعض الالسن من المنتمين الى الاسلام او من غير المسلمين ان الاسلام دين تشدد دون توضيح مواطن التشدد المزعوم ودون ادلة, فكيف نرد على هؤلاء وامثالهم ؟
      جـ12/ يجب أن نحدد ما هي المعيارية التي على أساسها نقول أن الشئ متشدد أو لطيف ورحيم إذا وضعت المعيارية والمرجعية أمكن حينئذٍ أن نبحث هل هذا تشدد أو غير تشدد.
      طبعاً الذي أعتقده أنا أن الاسلام رحمة للعالمين والله سبحانه وتعالى يقول "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " إذا هو دين في ظهوره الرحمة للعالم كله للبرِّ والفاجر والمسلم والكافر .
      وأيضاً وصف الله عز وجل من يتمسكون بهذا الدين بأنهم يحيون حياة طيبة وأخبر أن من أعرض عنه أن معيشته ضنكاً . فأنا أرى أن الاسلام دين الرأفة ودين الرحمة ودين الاسعاد للانسان . لكن قد يكون بعض الناس رأيه غير هذا فيرى أن عدم إتاحة الفرصة للعهر والفجور والزنى والشذوذ وشرب الخمور وانتشار المخدرات وهتك الأعراض وسفك الدماء وأكل الاموال بالباطل يرى أن هذا تشدد إذا كان هذا هو المعيار أو بعضه هو المعيار عند بعض الناس فهؤلاء ممن ظل سعيهم في الحياة الدنيا وجميع العقلاء من جميع الامم وجميع الملل لا يسلمون بهذا القول فبالتالي هذا القول مردود قد يكون من بعض المتدينين تشدد في أخذ الدين وخطأ في الممارسة وغلو في الفهم هذا لا يحسب على الدين بل يحسب على المتدين ولهذا فنحن في حاجة إلى توضيح الأمر وتجليته .

      تعليق


      • #4
        تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
        السؤال (13) شيخنا الغالي.. باطلاعك على وضع الصحوة وتحدياتها المرحلية، في رأيكم أين نقاط العجز من ناحية التخصص أو العدد والتي تحتاج إلى توجيه طاقات أبناء الصحوة والدعوة نحوها لنساهم في البناء المنشود ؟
        جـ13: نحن نحتاج إلى الكم والى الكيف نحتاج الى ان يكون لدينا أعداد كثيرة وكبيرة ملتزمة بالاسلام ونحتاج الى ان يكون لدينا نوعيات متميزة تحمل رسالة الإسلام ونحتاج إلى ان يكون لدينا من يلتزم بالاسلام ورسالته في جوانب الحياة المختلفة وجميع التخصصات المختلفة . نحن في حاجة الى ذلك كله ، وربما يختلف من بلد الى بلد ومن وقت الى وقت حسب الاولويات لكن مثلاً في ظروفنا في الجزيرة العربية أرى مثلاً في الجانب الشرعي أننا قد لا نشكوا نقصاً في هذا الجانب لكن مثلاً في الجانب الاعلامي في التخصصات السياسية في المؤسسات الاقتصادية في المؤسسات الاجتماعية ربما نحن في حاجة الى هذا أكثر من حاجتنا إلى وجود المتخصصين الشرعيين والمؤسسات الشرعية أقول ربما ربما .
        أيضاً الدعوة في أوساط المرأة والاعتناء بالطفل وتربيته .ربما أيضاً هذا يكون من الاولويات .بعكس شباب الجامعات وخريجى الجامعات وجود التدين فيما بينهم جيد .
        وقد تختلف الاولويات من مكان إلى آخر ولمعرفة الاولويات على مستوى الامة تحتاج الى استبيان واستقراء وتحاور مع الاسلاميين في العالم كله حتى تحدد الاولويات على مستوى الامة بعد ذلك .
        السؤال (14) دكتور عوض في الساحة الدعوية تجد كثيرا من الشقاق والتنابذ بين كثير من مجالات العمل الاسلامي مما يؤدي الى التفرقة والضعف وتبادل الاتهامات مما يؤدي الى ضعف العمل . المصيبة يا دكتور ان مجال التنظير ملئ بالاطروحات التي تعالج هذه الظاهرة وتدعو للحوار ونبذ الخلاف لكن الواقع مختلف تماما عن التنظير حتى بين المنظرين أنفسهم ما رأيك في هذه الظاهرة وما هي الحلول المناسبة لها في ضوء ما تعيشه امتنا من اوضاع صعبة هذه الفترة ؟؟
        جـ14: أولاً التنظير ضرورة ولابد من ذلك والطرح الادبي والمنبري والفكري ضرورة لتبقى القضية حية ليبقى ادراك الخلل حي في ذهن كل عامل لهذا الدين وليبقى الأمل حي في النفوس ولنعلم الواجب علينا في هذا الباب ، فأنا لا أرى أن نقلل من التنظير بزعم أنه لم يكن له أي أثر عملي بل يجب أن يستمر ذلك وأن يتوسع . واجب أن انبه ان الصورة ليست كما ذكرها الاخ بل هناك صور أخرى إيجابية ورائعة جداً من التواصل والتفاهم والتعاون ومحاولة جمع الصفوف ولم الشمل ونبذ الفرقة وترك الاختلاف وهذا أيضاً موجود كممارسات في الميدان ليس فقط الممارسات هى ما أشار إليه الاخ الكريم لكني أقترح على كل من تؤرقه هذه القضية وهي من أخطر القضايا التي تواجه الامه أن يخطوا خطوات عملية على شكل مشاريع اما في حوار واما في مؤسسات واما في برامج وقضايا على مستوى الامة أو البلد أي بلد معين لتكون نموذجاً يحتذى بعد ذلك . كذلك من نرى منه شططاً وغلواً وجنفاً في هذا الموضوع في إثارة النزاع والفرقة بين الدعاة وبين المسلمين وبين جمهور الصحوة فيجب أن نأخذ على يده أن لم يستجب لنا وأن نكشف عورته للناس حتى يتجنبوه كما كان يفعل السلف بأصحاب البدع التي كانوا يدعون إليها .

        السؤال (15) هل ما يتردد من أن ما تبقى من مجاهدي أفغانستان ينتهجون منهج التكفير ؟ وهل هم من أهل الضلال ؟ أرجوا الإيضاح مع العلم أننا لا زلنا نذكر كم كانت وسائل الإعلام والمشايخ والأناشيد تمجد هؤلاء المجاهدين وتصف كراماتهم ... ما الذي جرى ؟ ولماذا صار الأنف ذنباً ؟!
        جـ15: أفغانستان جزء من العالم الاسلامي فما في العالم الاسلامي من ايجابيات ومبشرات وصحوة تتمثل في أفغانستان وما فيه من سلبيات وتحلل وغلو وتكفير وتفسخ من الدين أيظاً موجودة في أفغانستان كما في كثير من بلدان العالم الاسلامي لكن تختلف النسبة من بلد الى آخر لكن الذي في افغانستان أن إمكانية التعبير عن الأفكار مهما كان تباينها متاحة وأيظاً وسائل التعبير عنها هناك أحياناً صارخة السلاح موجود .....
        فأنا أقول في أفغانستان خير كثير وفيها أخطاء وفيها قصور لكنني أؤكد على قضيتين القضية الاولى أن الاعلام العالمي الذي تسيره قوى الاستكبار العالمية في مقدمتها أمريكا ، بقواها الطاغوتية التي يحركها اليهود الحاقدون على البشرية . في الوقت الذي يشاد فيه بالجهاد الافغاني كان لأمريكا مصلحة لأن يشاد بهذا الجهاد ، كان يدمي جراح الدب السوفيتي الذي كان يشكل تحدياً لأمريكا وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي أصبح المجاهدون أنفسهم بل الاسلام كدين والعالم الاسلامي أصبح هو التحدي حسب منظري الصهيونية واليمين الامريكي والانجيليين من النصارى فبدأت الحملة ضد أولئك فتحول في نظر الإعلام الغربي الملائكة الأطهار إلى شياطين أشرار ، ومع الاسف أن الكثير في العالم الاسلامي يجرون وراء الغرب وأذكر أنني في أول بدايات الحملة على الجهاد في أفغانستان من وسائل الاعلام الغربية وصداها الذي تردد لدى المستغربين وأذناب الغرب في بلاد العالم الاسلامي قلت في حينها أن هذا التوجه سيدفع الكثير من أبناء أفغانستان ومن المتأثرين بالجهاد في أفغانستان إلى حلول حدية وجذرية حيث يرون أن العالم تألب عليهم وأيضاً أن الغرب لن يستثنى في يوم من الأيام أحداً قلت هذا وهو مسجل في بعض الأشرطة حتى الانظمة السياسية ستصبح في يوم من الايام في خانة المتهم لدى الغرب مهما تعاونت معها حتى صدام حسين الذي كان يتعاون مع أمريكا وشن حروباً من أجلها وبإيحاء منها ثم أصبح بعد ذلك عدواً لدوداً لها من وجهة نظرها يجب تصفيته وبعض الانظمة التي تعاونت معه وظني أنه لو واصل المشروع الامريكي نجاحاته أن هذه الانظمة وأن هؤلاء الحكام الذين مالأو أمريكا أن الدور كان ينتظرهم في المشروع الامريكي بشكل عام فأنا أقول نكون موضوعيين أقول أن الجهاد الأفغاني أيضاً أيام كان يواجه الروس حقق نجاحات كبيرة ومفاخر ترفع الرؤوس ولكنهم بعد خروج الشيوعية من أفغانستان أيظاً وقعوا في سلبيات قاتلة وفي مزالق خطيرة واقتتلوا سفكوا الدم الحرام ودمروا الشعب والبلاد من أجل أمور اجتهادية ظنية هذا أصوب أو ذلك صواب فكان عاقبة أمرهم خسراناً
        السؤال (16) هل فشل المشروع السياسي الحركي الإسلامي ؟ أم أن الظروف لم تساعد على نجاحه ؟ ام أن القائمين عليه قد تخطاهم الزمن ؟
        جـ16: لا هذا ولا ذاك أنا الذي أراه أن المشروع الاسلامي السياسي سواء كان حركياً أم جماهيرياً أم على أيدي مستقلين ورموز يحقق نجاحات ويتقدم باستمرار كلما اتيحت له الفرصة وجد بعض الاخفاقات وهذا أمر طبيعي في عمل البشر وأيضاً الظروف بغير شك أنها غير مواتية على الاطلاق قد يكون بعض الاشخاص الذين قصروا في استيعاب العصر ومستجداته تخطاهم الزمن لكن المشروع السياسي الاسلامي هو المشروع الاصيل في هذا الكون الذي تكفل الله بحفظه ونصرته والتمكين له كجزء من المشروع الاسلامي الحضاري في أبعاده الاجتماعية وابعاده الثقافية وأبعاده الاخلاقية وأبعاده الاقتصادية والبعد السياسي أحدها ، أحد جوانب المشروع الاسلامي وهو المشروع الاصيل في هذا الكون والمشاريع الاخرى هي المشاريع الطارئة الشاذة التي ليس لها بقاء ولا استمرار ، أما هذه الظروف التي تواجه أي جهد بشري في الحياة سواء كان اسلامياً أو غيره والمشرع الاسلامي من بداية هذا القرن في دورته الجديدة التي يستقبل بها الأن حضارة القرن العشرين .والقرن الحادي والعشرين من وجهة نظري رغم التضحيات الجسام ورغم التكالب من الاعلام ورغم الهجمات الشرسة التي فقدت حتى أبسط معايير الانسانية في كثير من صورها إلا أنه من وجهة نظري يتقدم باستمرار أحياناً التقدم بطئ وأحياناً التقدم سريع وعميق ولكنه يتقدم بستمرار وربما كان اعداؤنا يدركون من هذا التقدم وهذا الانجاز أكثر مما ندرك نحن لكننا نؤمن بموعود الله سبحانه وتعالى ويقولون متى هو ؟ "قل عسى أن يكون قريباً "

        تابع س16 : يكثر الطرق على قضية فشل المشروع الاسلامي بينما لايوجد مشاريع ناجحة في التاريخ الحديث للعالم الإسلامي أو العربي وجدت نماذج سياسية وفكرية غير إسلامية و فشلت جميعاً فلماذا التأكيد على قضية فشل المشروع السياسي الاسلامي .
        جـ/ هو جزء من التثبيط للامة ومحاولة صرفها عن مشروعها الاصيل الذي جاء من الله سبحانه وتعالى وجاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي استمرت الأمة ترفع رايته وتعيش في ظله أكثر من ألف عام و بمجرد أن أزيح هذا المشروع الحضاري من واقع الأمة نهضت مرة أخرى لاستعادته .وتقدم الثمن الباهض لذلك .لكني أقول حقيقة أن امتنا مرت بمأسي وكوارث ونكبات في ظل المشروع السياسي التغريبي سواء أكان قومياً أو اشتراكياً أو شيوعياً أو ليبرالياً مرت بمآسي وكوارث لم تمر بها في تاريخها كله من التفرق والتشرذم والانهيارات الاقتصادية والاستبداد السياسي والمصادرة لحقوق الناس والهزائم أمام العدو والتخلف وغير ذلك ..قل ما شئت من هذه الكوارث التي تعيش الأمة وبارقة الأمل الحقيقية هي في المشروع الإسلامي . أقول إن كان المشروع إسلامياً حقيقياً فيستحيل أن يفشل .

        تعليق


        • #5
          ماشاء الله عليك ياشخي عوض القرني على هذا العلم وندعوا الله ان ينفع بك

          تعليق


          • #6
            تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
            السؤال (17) حتي متي يصبر أبناء التيار الإسلامي علي الظلم الواضح و الصريح من حكامهم تجاه حركتهم المعتدلة و ما هو رد الفعل الطبيعي ؟؟
            جـ17/ يجب ان نصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ويفتح الله بيننا وبين قومنا وهو خير الفاتحين .أما رد الفعل الطبيعي فهو أن نؤكد على اعتدالنا ووسطيتنا باستمرار وأن نؤكد أيضاً على تمسكنا بحقنا في الالتزام بديننا والدعوة إليه ونشره والتمكين له والوقوف في وجه الظلم والمطالبة بالاصلاح ونشر العدل في الأرض والوقوف في وجه التغريب والعلمنة والفساد والافساد ولكني ارفض وبقوة أن يحمل السلاح في داخل الامة وفي المجتمع الاسلامي . السلاح يجب أن يوجه للعدو الخارجي الذي يستهدف الامة كلها ويجب ان نصبر على ظلم حكامنا او بعض ابناء امتنا ونكون خير ابني آدم . وهذا الذي يجب أن يكون ولا أري غير ذلك وظني أن هذا الطريق وهذا المنهج هو الذي سيستمر ويثمر بإذن الله سبحانه وتعالى .
            السؤال (18) هل تعتقد أن المسيرة الجهادية المعاصرة قادرة على تخطي الحواجز التي وضعت في طريقها .. ومواصلة الدرب حتى بلوغها لأهدافها.. أم أن القضاء عليها أو على الأقل تحجيمها أمر محتمل ..؟!! أرجو بسط الإجابة .. !
            جـ18/ أما بسط الإجابة في مثل هذا اللقاء الذي تتجاوز أسئلته السبعين سؤالاً فغير ممكن على الاطلاق لكنني أفرق بين قضيتين – أن كان المراد بهذا التيار الفكري المسمى بالتيار الجهادي فهذه قضية وإن كان المراد بها الجهاد يعني كممارسة شرعية يمارسها الجهاديون وغير الجهاديين عندما تتوفر الظروف والدواعي لذلك وتتحقق الشروط الشرعية التي يجب توافرها لإعلان الجهاد فهذه قضية أخرى ..
            بالنسبة للأمر الأول – فأنا لدي ملحوظات كثيرة جداً على التيار الجهادي لعل من أخطرها وانا اقول هذا الكلام من خلال حوارات عميقة مستفيظة مع بعض الرموز في فترات مختلفة من أخطرها تبني التكفير أحياناً بالجملة والعموم وأحياناً التكفير الانتقائي بغير حجة وبغير برهان وطال العلماء وطال الدعاة وطال الحركات الاسلامية فأنا لي على هذا ملحوظات عميقة وخطيرة .
            أما إن كان المفهوم الثاني وهو الجهاد وممارستة بصورة طبيعية للمسلمين في مثل فلسطين ومثل الشيشان وافغانستان عندما غزاها الغزو الشيوعي مثل كشمير وجنوب الفلبين وفي كثير من البلدان فأنا اقول ان الجهاد باق في الامة الى يوم القيامة لا يمنعه ظلم ظالم ولا جور جائر ولا يستطيع أن يقضي عليه عدو على الاطلاق بل هو باق في الامة وسيبقى وفي أيام الاستعمار الانجليزي والفرنسي وفي كل مكان ولو كان هناك جهد بشري يمكن ان يقضي على الجهاد لكان المشروع الاستيطاني اليهودي الحاقد الظالم المجرم الذي وقفت وراءه قوى الشر كلها في فلسطين قادر على كسر ارادتهم لكن لم يحصل ذلك ولن يحصل بإذن الله . فأقول نكون موضوعيين في النظرة للأمور لكن أقول ان افغانستان ليست آخر الدنيا ولا نهاية التاريخ بل الجهاد ماضٍ في أمة الاسلام الى يوم القامة ولعل الذي يجري على ساحة فلسطين يتجاوز بكثير ما جرى في افغانستان وفي غير افغانستان وظني ان أمريكا في العراق غاصت في مستنقع آسنٍ من الدماء سيدميها لازمنة طويلة ويأخذ الله سبحانه وتعالى بحق المستضعفين في الأرض منها
            وهاهي جذوة الجهاد تتقد في ارض فلسطين بعد ان فشلت المشاريع القومية وغيرها في مواجهة هذا المشروع الصهيوني من خارج فلسطين ومن داخل فلسطين نبتت بذرة الجهاد وفي وقت عمَّ الناس فيه اليأس وظن الناس فيه ان قضية فلسطين قد انتهت وها هو المشروع الجهادي هناك يتحدى الصهيونية اليهودية ومن ورائها ويحقق الانجازات وبإذن الله سيوقف ويقوض ذلك المشروع السرطاني الصهيوني في المنطقة كما قوض المشروع الصليبي من قبل على ايدي ابناء فلسطين من البررة الكرام .
            السؤال (19) كيف يرى الشيخ الفاضل أداء الحركات الإسلامية في محور التعامل مع الحكومات ؟ هل هناك تشدد او ضعف في الأداء ؟؟ وهل هناك رهان حقيقي على استجابة الحكومات للتيار الإسلامي ؟؟
            ج19/ حقيقة لا يمكن ان نعطي حكماً عاماً للحركات الاسلامية في العالم الاسلامي من اندونسيا الى مراكش . هذا صعب أقول في بعض الحالات هناك تشدد في بعض الحالات هناك ضعف في بعض الحالات هناك حكمة وإنجاز وتفوق وفي بعض الحالات هناك إخفاق وسذاجة وسطحية . الصور مختلفة لكنني اقول في الجملة ان الحركات الاسلامية تستفيد خبرة وتجربة . اما الحكومات فمنها من نتوقع منهم استجابة ومنهم من لا نتوقع منهم الاستجابة ولكن لا يعني هذا عدم الاستمرار في المحاولات .
            لكنني أقول إذا نجحت الحركات الاسلامية والنخب المثقفة مع الجماهير والشعوب الاسلامية ان توجد ظروفاً موضوعية تلجئ وتلزم الحكومات بالعودة الى دينها والى أمتها والى مصالح شعوبها فهذا هو الطريق الصحيح السليم . وظني ان العقلاء من الحكومات الان انهم يعلمون ان الجميع مستهدفون وانه لايمكن ان يستثني المشروع الصهيوني الامريكى أحداً فينبغي ان تتضافر الجهود وان ترجي بعض المشاريع الخاصة من أجل مواجهة هذه الهجمة التترية الشرسة ومن لم يفهم هذا الفهم ويسعى لتحقيق هذا الامر فظني أن سنة الله سبحانه وتعالى سوف تطويه ويذهب .
            السؤال (20) كيف يرى الشيخ تجربة حزب العدالة والتنمية التركي ؟؟ هل خرج الحزب فعلا من إطاره الإسلامي العام أمام هذه التنازلات الكثيرة .. او لنسميها المرونة الزائدة ؟؟
            جـ20/ لا أملك معلومات دقيقة وحقيقية وحديثة عن وضع حزب العدالة والتنمية . الذي أعرف ان حزب العدالة والتنمية خرج من عباءة الحركة الاسلامية التي يقودها اربكان في تركيا . واردوغان كان من اقرب تلاميذه إليه وعبدالله قول كان شبه سكرتير له سنوات طويلة فهم خرجوا من عبائتة وما أظن انه يسهل الانسلاخ من هذا التاريخ بهذه الكيفية وبهذه الصورة التي يزعمهاالبعض .
            وأنا أقول ربما لو توفرت لي المعلومات أنني قد أختلف معهم وربما أؤيدهم في بعض الجوانب دون بعض وربما اشجعهم على طريقهم لكن لا يعني هذا ان رأي وموقفي هو نهائي في هذه القضية ولكني أقول ان هذه تجربة تخاض وتحقق نجاحات كبيرة وغير مسبوقة في تركيا والايام كفيلة ببيانها وبيان نتائجها والحكم عليها .
            قد تحقق نجاحات عجز الاخرون عن تحقيقها وقد تخفق وتذهب ونسال الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم وأن ينير بصائرهم وأن يقيهم شر المؤامرات . هم في ظروف صعبة و ظني ان الشعب التركي جعلهم أمام امتحان صعب من خلال ثقته الكبيرة التي أعطاهم إياها وظني أن حسابه بعد ذلك سيكون بالنسبة لهم عسيراً .
            تابع س20/ إذا قلنا ان حزب العدالة والتنمية التركي يمثل مشروعاً اسلامياً ثم تعرض كاي جهد بشري الى بعض الاخفاقات هل يعتبر هذا تقييماً للمشروع الاسلامي .
            إجابة السؤال تابع مع سؤال عشرين :
            الحركة الاسلامية يضبطها أربعة ضوابط .
            أصل المشروع الإسلامي مبني على الإيمان وبذلك ينبغي ان يكون متكاملاً لكن التحرك به في واقع الحياة له أربعة محددات او ضوابط :
            الأول ضابط مراعاة سنن الله سبحانه وتعالى في الحياة . فسنن الله غالبة ولا نستطيع ان نتجاوزها

            السنن والمسيرة للمجتمعات والحياة كثيرة وأنا لا أطيل في هذا الضابط لظروف اللقاء .
            الضابط الآخر : هو الاستطاعة أي مقدار الاستطاعة مثلاً الرسول لما كان في مكة وحول الكعبة 360صنماً صحيح كثير من أحكام الاسلام جاءت متدرجة لكن قضية التوحيد جاءت
            من أول يوم لا لبس فيها ولا غموض والاصنام حول الكعبة 13 سنة ما أسقطوا منها ولا صنم لماذا؟ كان الامر غير مستطاع في البداية وبالتالى لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لا يعني هذا التنازل عن أصل الايمان لهذه القضية لكن في واقع الحركة يتحرك الانسان على قدر استطاعته .
            الامر الثالث : تقدير المصالح والمفاسد المترتبة على هذه الحركة في هذا الظرف الزماني والظرف المكاني فمثلاً النبي هللا ىلص ملسو هيلع واصحابه ما كانوا قادرين على اسقاط الاصنام وربما في فترة من الفترات كانوا قادرين على اسقاطها بعد ذلك في أواخر الفترة المكية لكن ما الذي سيترتب على ذلك : أن تستأصل الفئة المسلمة وأن تعاد الاصنام خلال يوم أو يومين فالمصلحة المترتبة على ذلك محدودة والمفاسد المترتبة على ذلك خطيرة
            المحدد الرابع وهو النص الشرعي .
            كثير من الناس يغفلون عن الضوابط الثلاثة الاولى مع ان النص الشرعي أكد عليها وسيرة النبي هللا ىلص ملسو هيلع أكدت عليها ويأخذون بالضابط الرابع الذي هو النص الشرعي وفقه السياسة الشرعية يستدعي ان هذه الضوابط الاربعة تكون حاضرة في وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات والسياسات عند التنفيذ والتحرك بعد ذلك يجب ان تكون واضحة .
            القضية الاولى قد يكون الخلاف فيها محدوداً التي هى قضية سنن الله تعالى وأيضاً القضية الرابعة قد يكون الخلاف فيها محدوداً لكن قضية الاستطاعة وقضية المصلحة المترتبة على التحرك أو المفسدة التي يتوقع دفعها أو منعها بهذا التحرك هي التي تتفاوت الرؤى فيها تفاوت كبيراً جداً وبالتالى فأنا اقول ضمن هذه الضوابط نستطيع ان نحاكم الجهد البشري لكن يبقى بعد ذلك المشروعية الاسلامية المعصومة من الله تعالى هي فوق الاخطاء والتنازلات والمساومات والمماحكات .

            تعليق


            • #7
              تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
              السؤال (21) يشكو الكثير من تراجع الناحية التربوية لدى الحركات الإسلامية .. وأنها تركز جهودها على المحاور الفكرية والسياسية .. هل يرى الشيخ ذلك ؟؟
              هل يمكن ان نعرف مكامن النقص و الضعف في عمل الحركات الاسلامية ؟ و هل هي مهيئة فعليا للقيادة او السلطة في الظروف الحالية ؟
              جـ21/ أنا اقول ان بعض الحركات الاسلامية التي نزلت المعترك السياسي أصيبت بهذا المرض فمثلاً التقيت في مكة بأحد قادة الحركات الاسلامية في الشمال الافريقي فقال عندما دخلنا المعترك السياسي أصبح عندنا هرم قاعدته سياسية 80% من الجهد والعمل والخطط سياسية وقمته20% تربوية وثقافية .
              ونحن نريد ان نعيد تعديل الهرم مرة أخري هذا موجود بلا شك لكن أيضاً في بلدان أخرى العكس موجوداً أيضاً فربما كان عدد من البلدان التي تعاني من طغيان السياسة على حساب الجوانب الفكرية والثقافية والاخلاقية لكن في بلدان أخرى أيضاً الجوانب الاخرى طاغية وهي في النهاية مقادير تحديد نسبها في الممارسات الاسلامية في ظرف زماني ومكاني معين تحيط به ظروف معينة خاضعة للاجتهاد وقابلة للمراجعة باستمرار فأنا لا أوافق على أن هذا الداء في جميع الحركات الاسلامية في كل مكان أما هل يمكن أن نعرف مكان النقص والضعف في عمل الحركات الاسلامية بلا شك يمكن هذا يحتاج منا فقط الى تجرد ويحتاج الى دراسات موضوعية صادقة ويحتاج الى معلومات دقيقة ويحتاج الى عمل دؤب ونستطيع ان نعرف مكامن النقص والضعف وليس هناك شئ مستحيل هل الحركات الاسلامية كما يقول السائل مهيئة للقيادة والسلطة في الظروف الحالية . أنا أقول إذا قسناها بالمفترض إسلامياً فهي ليست مهيئة من وجهة نظري . إذا قسناها بالواقع فهي في ظني أفضل الفرقاء على الساحة في العالم الاسلامي كله . هي أفضل ممن يمارسون السياسة في كثير من البلدان الذين تنكشف في كل يوم . إخفاقاتهم وجهلهم ومخازيهم وبيعهم لأمتهم ومقدراتها ومؤامرات بعضهم على بعض فظني أن الحركات الاسلامية مهما كان قصورها ونقصها وضعفها هي أفضل من هذا الواقع الذي يعاش في العالم الاسلامي .
              السؤال (22) ما تقييمكم لتجربة الاخوان في الاردن و الجزائر ؟
              جـ22/ التقييم الحقيقي ينبغي أن يكون قائماً على معلومات دقيقة وشاملة عن التجربة وأنا لا أدعي أنني أمتلك هذه المعلومات الدقيقة والشامله فأنا مراقب كما يقال خارجي من خلال ما أقرأ واتابع لكن ظني انها من التجارب السياسية الجيدة في العالم الاسلامي المعاصر . بلا شك ان هناك بعض الملحوظات وبعض الاخفاقات هم يقولون ذلك عن أنفسهم وأمر طبيعي لمن يعمل في مثل هذه الظروف الصعبة الجزائر بلد يعج بالفتنة وفيه تيار علماني تغريبي الحادي يسعى لاستئصال الاسلام والعروبة من الجزائر وهو تيار متنفذ يكاد ان يسيطر على الجيش وقد عزل رئيسين واغتال الثالث والآن يريدون عزل الرابع مع ان هؤلاء الرؤساء كان بينهم وبينه قواسم مشتركة كثيرة جداً ابن جديد عزلوه وأبو ضياف اغتالوه وزروال طردوه قبل أكمال مدته والآن يريدون الحاق بوتفليقة بهم فهذه أحد جوانب المشكلة .
              الجانب الآخر أن هناك إرث استعماري في الجوانب الثقافية والجوانب الفكرية والجوانب اللغوية ثم أيضاً هناك من آثار الحكم الاستبدادي الذي مورس سنوات طويلة هناك إنهيار اقتصادي ولهذا كله انعكاسات اجتماعية وفي الجانب الآخر هناك حركات غالية متطرفة تستبيح الدماء والأعراض وكل شئ فالذين يعملون في ضل هذه الظروف يعملون في ظروف صعبة جداً . لكن الذي يظهر أن رموز التيار الاسلامي الوسطي والذي كان أشهرهم محفوظ نحناح رحمه الله استطاعوا الى حد كبير ان يتجاوزوا هذه العقبات الشائكة وأن يغرسوا جذور الاسلام في الجزائر ويحافظوا عليها وأن يبقوا صوته عالياً ولم يسمحوا لمحاولات الاستلاب من أهل الغلو أو التحجيم له من أهل التغريب وفي الاردن هم على ثغر على رباط في مواجهة الصهيونية والمؤامرات الدولية التي تعصف بالقضية الفلسطينية فهم على مشارف القدس يعملون في ظروف صعبة جداً وتاريخ الاردن من الناحية الموضوعية لا يجهل ومعلوم أنه مشروع كنظام وبلد كأحد مشاريع التجزءة التي قامت في المنطقة ليس الاردن وحده المنطقة كلها كانت أجزاء من المشروع الاستعماري البريطاني الفرنسي والذي ورثه بعد ذلك الامريكي لكن مع الاسف في الاردن مازالت القضية تلقي بضلالها الى حد كبير جداً وربما الساسة هناك يرون أن هذه حدود امكاناتهم . فمع المشكلة الفلسطينية ومع المؤامرة اليهودية ومع الضغوط الامريكية ومع ضعف البلد ومع التيارات العلمانية الموجودة في البلد كل هذه ظروف أيضاً شائكة وصعبة جداً لكن استطاع التيار الاسلامي الوسطي المعتدل ان يحافظ على الاسلام غظاً طرياً وان يبقيه الرقم الصعب في الساحة الاردنية وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
              السؤال (23) ما هي رؤية الشيخ حول بوادر الصدام بين التيار الدعوي والتيار الجهادي ، وكيف يمكن تجاوز هذه المشكلة ؟
              جـ23 نحن لا نجيز ان يكون هناك صدام بين أى تيارين من التيارات الاسلامية على الاطلاق وإذا كنا ننادي مع أنظمة علمانية بعدم رفع السلاح فمن باب أولى أن يكون هذا مع التيارات الاسلامية الرافعة للواء الدعوة والدين وهذا من باب أولى . وكما قلت في إجابة السؤال السابق عندما قلت نكون خير ابني آدم يجب أن نقول كلمة الحق وكما أننا لا يجوز لنا تحت تأثير الضغط والإرهاب من الأنظمة ان نتنازل عن قول الحق فهل يجوز لنا أيضاً تحت تأثير الابتزاز من بعض أهل الغلو أن نجبن عن قول الحق يجب أن نقوله ونقوله بأدب ونقوله باعتدال ونقوله بنصح للجميع لكننا نرفض الصدام ولا يمكن على الاطلاق أن نرضى به ولا يمكن أن ننساق إليه ولا يمكن ان نقبله على الاطلاق بإذن الله سبحانه وتعالى سنبقى ندعوا الى الله سبحانه وتعالى إن شاء الله على بصيرة وسنبقى إن شاء الله ندعم الجهاد الحقيقي الشرعي بظروفه وشروطه في كل مكان وأقول أن التيار الجهادي ومنظروه يتحمل القدرًالا كبرًمن المسئولية لكن بعض الانظمة التي انساقت وراء المشاريع الامريكية في المنطقة ، والحلول الامنية والاستبدادوالتغريب وأشياء كثيرة جداً هي أيضاً جزء من المسئولية التي أودت بهؤلاء الشباب هناك الكثير أصاحب حماس وصدق وطهر وينقصهم فقه وعلم وحكمة وهي التي أدت بهم الى هذه المواقف الضالة الظالمة.

              السؤال (24) ما رأيكم بالتيار الجهادي والأعمال التي تنسب له ؟
              ج 24 :أنا تحدثت قبل قليل في إجابتي على سؤال آخر بشكل سريع عن موضوع التيار الجهادي والحديث حقيقة عن التيارات من حيث تقييمها في تاريخها وفي آرائها وفي أطروحاتها هذا الحديث والموضوع يحتاج إلى وقت طويل لا تتسع له مثل هذه الأسئلة .
              أما بالنسبة للأعمال الارهابية التي تصدرمن هذا التيار التي في داخل المجتمعات المسلمة مهما كانت المبررات لهافهي مرفوضة شرعاوعقلا .

              تعليق


              • #8
                تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                السؤال (25)هل تؤيدون التعدد والتناوب على الحكم بين الإسلاميين وغيرهم ؟
                ج 25 :أنا أقول المفترض في الأمة المسلمة أن يكون خيارها هو الإسلام فإن كان يقصد بالتناوب والتعددية في إطار الإسلام كمرجعية للأمة المسلمة فشرعاً لاشك أن هذا جائز ، يعني من ترجح لدى الأمة اختياره من الآراء الإسلامية والاجتهادات الإسلامية المختلفة فليس هناك اجتهاد أولى من اجتهاد ولا اجتهاد له قدسية مطلقة بحيث ينبغي أن يكون هو السائد سواء كان يمثلني أو يمثل غيري فهذا من حيث أصل المشروعية إن كان المراد بها لا التعددية والتناوب بين الإسلام والعلمانية والشيوعية فهذا لا نجد له مبرراً على الإطلاق إلا إن كان من خلال أحكام فقه الاستطاعة فإذا لم يكن الإسلاميون قادرون على أن يقنعوا الأمة بأن يكون دستورها وخيارها هو الإسلام من خلال التنوع الموجود فيه فحينئذٍ يبقى هذا الأمر لعدم استطاعتهم بحكم الأمر الواقع لا بحكم أنه يجوز أصلاً واختياراً مع القدرة هذا هو رأي في القضية وقد يخالفني بعض الإسلاميين في هذا ولكن ظني في النهاية أنهم يخالفون بهذا الاعتبار أما الحكم الشرعي فواضح في هذا إذا أمكن إقامة شرع الله في الأرض وحكم الله في الأرض فلا يجوز على الإطلاق الرضا بغيره .


                السؤال (26) الفجوة الحاصلة بين الشباب والعلماء ... هل نلقي باللائمة على الشباب وأنهم سبب لوجودها واستفحالها ؟ وماهي آثار هذه الظاهرة على الحركة الإسلامية ؟ وكيف يمكن علاجها ؟
                ج 26 : أنا أرى أن المسؤولية بالدرجة الأولى على العلماء وليس على الشباب لأن الشباب المفترض أنهم محل العناية والتربية لأنهم بحاجة إلى ذلك. عليهم قدر من المسؤولية لأن الطالب أيضاً عليه قدر من المسؤولية ليتعلم ولكن القدر الأكبر على المعلم على حامل رسالة النبوة الذين المفترض فيهم أنهم هداة الأمة ومصابيحها لكن أيضاً هناك جهات أخرى عليهم قدر كبير من المسؤولية فالأنظمة السياسية تتحمل قدراً كبيراً من هذا التي إما تمنع العلماء من الاتصال بالشباب أو تحاول أن تقولب العلماء في قوالب محددة ليؤدوا وظيفة سياسية تمليها المصلحة السياسية إما للنظام ككل وإما لشخص الحاكم بذاته ليس للنظام ككل فهذه إحدى المشاكل التي إما أسكتت العلماء وجعلتهم مختارين أو مجبرين على السكوت إما زهداً في المشاركة وإما مكرهين على السكوت .أو جعلت العلماء ليسوا محلاً لثقة الشباب وأيضاً وسائل الإعلام التي تصدع رؤوس الشباب حتى تغرس فيها راقصة أو مغنية أو لاعب كرة برازيلي أو أرجنتيني استورد بالملايين ويقدم على أنه النجم العظيم بينما العلماء والدعاة والمفكرون إذا أعطي الواحد ساعة في إحدى الفضائيات في الشهرين أو الثلاثة كأنه قد من عليه بالجنة وأعطي أعلى الوسامات .فوسائل الإعلام عليها أيضاً قدر كبير من المسؤولية كذلك المجتمعات التي لم تحاول أن تجد صيغاً وبرامج ومؤسسات تتمكن من خلالها من نقل علم العلماء وفكرهم وخبراتهم وتجربتهم إلى الأجيال الجديدة من شباب الصحوة ومن طلبة العلم وهذا من أهم الأسباب التي جعلت الشباب ينجرفون بحركات الغلو والتطرف.
                السؤال (27) في ظل الازمة الخانقة التي تعيشها الامة الاسلامية......تعيش الحركات الاسلامية ازمة خانقة من نوع اخر فهي حركات تطالب ان يكون لها الريادة في قيادة المجتمع والامة سياسيا واقتصاديا وفكريا دون ان يكون لديها مشروع واضح لذلك؟ هل توجد حركة اسلامية وخاصة في الخليج تملك مشروعا سياسيا او فكريا ام هي اجتهادات شخصية من بعضهم؟ بمعنى أخر لو مكن للجماعات الاسلامية من الحكم او قيادة الامة هل ستستطيع ذلك وهل تملك مشروع قيادة ؟؟

                ج 27 : أولاً : أنا أنبه باستمرار على أن المشروع الإسلامي لا يجوز أن يختزل في الجانب السياسي فقط . المشروع الإسلامي أوسع من ذلك بكثير وربما كانت المصلحة تستدعي في بعض الأحيان أن يرجى الجانب السياسي وأن يغض الطرف عنه وأن يهتم بغيره وربما كانت جوانب أخرى بل من المؤكدا أن بعض الجوانب الأخرى أهم من الجانب السياسي على الإطلاق فالحركات السياسية التي تأثرت بالمنهج الغربي هي ليس لديها إلا الجانب السياسي لا تملك جانبا آخر الشيوعية كانت تملك مشروعاً فكرياً محددا واضحا لكنه صادم الفطرة وصادم الواقع وصادم التاريخ وصادم الإنسان فسقط هذا المشروع لكن كثيراً من الأطروحات السياسية الأخرى لا تملك أي جوانب أخرى غير الطرح السياسي. بينما المشروع الإسلامي مشروع آخر . مشروع يضرب بجذوره في أعماق التاريخ ويستمد أصوله ومشروعيته وقواعده وكلياته من وحي تنزل من رب العالمين وتجربة خاضتها البشرية في التفاعل مع هذا المشروع بالذات في المرحلة الإسلامية فيما بعد الرسالة النبوية المحمدية قروناً متطاولة وهو أيضاً يضرب بجذوره في جانب آخر في أعماق الفطرة البشرية . استجابة لأشواقها وتطلعاتها وحاجاتها وأيضاً اتكاءاً على معاني هذه الفطرة وعلى رؤيتها وهو مشروع له جوانبه المتعددة جوانبه العقدية والعبادية والتشريعية والأخلاقية والسلوكية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية فهو مشروع واسع جدا جدا .

                فأرجو ان يكون ذلك في الحسبان عندما نتحدث عن المشروع الإسلامي .

                الأمر الآخر الذي يقولون لا تملك الحركات الإسلامية مشروعا : هل القضية أن يكون هنالك برنامج سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو فكري في بلد من البلدان هل هذه القضية من القضايا التي تحتاج أن يأتينا أناس من كواكب أخرى ليضعوها . نحن نعرف بعض المجموعات أغرارا ليس لديهم ثقافة على الإطلاق عندما ألف بعضهم كتيبات ثبت انها كتبت لهم وقاموا بعمليات انقلابية وحكموا الأمة عشرات السنين وعقوداً من الزمن ونشأت أحزاب ونشأ آلاف من المفكرين والإعلاميين والمثقفين يسبحون بحمد هؤلاء الانقلابين صباح مساء ويرون أنهم المشروع المنقذ للامة .

                إذا ما هو المشروع الذي قدمه هؤلاء ؟ ما هو مشروع عبد الناصر الذي جاء به ؟ وما هو مشروع القذافي الذي جاء به والذي كثير من المثقفين العرب والافارقه يصفقون له صباح مساء ما هي المشاريع التي يطرحونها هل الكتاب الاخضر مشروع حقيقي هل يقول بذلك مفكرً أو عاقل . فأرى أن هذا نوع من المكايدة السياسية التي تواجه بها الحركات الاسلامية . نعم الحضارة الاسلامية تمتلك مشروعاً حضارياً وعند الحاجة كما حصل في كثير من البلدان . تستطيع أن تحول اسقاطات وتجليات هذا المشروع الحضاري في برنامج سياسي او اقتصادي او فكرى تحولها إلي برامج تطرح للامة والجماهير هذا موجود وقائم ويسهل طرحه وأنا أظن أن الحركة الاسلامية بمعناها الواسع في الخليج بل في العالم الاسلامي كله تمتلك هذا المشروع الذي تتضح معالمه والذي يخدمه الموروث التاريخي وينطلق من وحي واضح من الله سبحانه وتعإلي ويعالج بقدر كبير جداً من النزاهة والصدق والتجرد جراح وآلام الانسانية ويستجيب لفطرتها والحركة الاسلامية تملك من الطاقات الفكرية ما لا يملكه غيرها و المملكة العربية السعودية ثمرة مشروع إسلامي نهضوي حقق الكثير من النجاح .

                السؤال (28) لا شك ان الفتن قد نزلت على الامة بحيث اصابنا في كل شيء، وندعوا الله ان لا تصيبنا في ديننا..شيخنا الفاضل:
                في قضية كالعراق وفي ظل تواجد اسلامي قوي في وسطي السنة والشيعة في وسطي العرب والكرد، وفي وسطي مجلس الحكم ومن هم ضد مجلس الحكم اين التوجه الاسلامي هو المسيطر على الساحة العراقية ولكنه متشعب ومتبعثر غير منظم في اتجاه واحد، واحيانا قد يكون متصادم، وفي ظل احتلال ومخطط امريكي للقبض الكامل على هذه الدولة المسلمة..
                كيف ترون افضل علاقة للجمع والعمل معا في سبيل العراق كي يخلصونه مما هو فيه؟
                هل لكم ارشادا معينا خاصا للاسلاميين بكل طيفه المتنوع كي يتجاوزون الخلاف من اجل تجاوز الازمة ؟

                جـ28: أولاً فالمخطط الأمريكي لم ياتي للقبض على العراق فقط بل جاء للقبض على المنطقة كلها والسيطرة عليها وهم أعلنوا بوضوح أنهم جاءوا لاعادة رسم المنطقة سياسياً وفكرياً واقتصادياً ودينياً قالوا هذا بوضوح قالها مسئولون لم يقلها مفكرون ولا محللون مسؤولون أمريكيون قالوا هذا بوضوح مرات ومرات . وأقول يجب أن تتظافر جهود الحكومات والشعوب والحركات كلها لمواجهة هذا المشروع الخطير الذي يستهدف الجميع . قد تكون الحكومات أضعف وأجبن من أن تقف صراحة في وجه المشروع لكنني أقول لن يعدموا وسيلة للوقوف في وجه المشروع . لا يشترط أن يكون ذلك معلناً .

                الامرالثاني : نصيحتي لأهل العراق عموماً أن يكون الاقتتال والاختلاف والصراع خطاً احمر . فأمريكا تسعى لدفعهم لذلك بكل ما أوتيت من قوة . يجب أن لا يكون بينهم أي صراع ولا أي قتال لا من قريب ولا من بعيد الجميع يكون هدفهم الحفاظ على وحدة البلد وتضميد جراحه وإنقاذه من المحتل الذي يجثم على صدره ثم بعد ذلك كل له وسيلته لا يجوز ان يستهدف بعضهم بعضاً لا من قريب ولا من بعيد لا بالقول ولا بالفعل . وأنا ظني أن الإسلاميين إذا كانوا عقلاء في العراق أن أمامهم فرصة تاريخية ليحولوا ما ظنت أمريكا أنه سيكون النموذج المتأمرك في المنطقة والجسر الذي تعبر من خلاله إلي تغيير المنطقة كلها لمصلحة إسرائيل . ظني أنه يمكن أن يكون هذا فرصة تاريخية لاقامة النموذج الإسلامي أو على الأقل النموذج الإيجابي لشعوب ودول المنطقة تمهيداً لنموذج إسلامي بعد ذلك . لكن يكونوا على قدر المسؤولية ويكونوا عقلاء ويبذلوا جهدهم ويتصلوا بشعوبهم وأمتهم .

                أرى أن ندرس الأمور دراسة موضوعية حقيقية وأن نحتكم في ذلك إلي أحكام الشريعة الإسلامية وإلي المصالح والمفاسد المترتبة على التصرفات وعلى الأعمال وعلى البرامج وعلى الاطروحات ثم بعد ذلك ما ينفع الناس سيمكث في الأرض والزبد سيذهب جفاء .

                تعليق


                • #9
                  تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                  السؤال (29) كيف يمكن عمل مرجعية اسلامية قوية بحيث يرجع لها المسلمون في أخذ الموقف الصحيح من كل قضية ؟ وهل من الصحة ان يأخذ كل مسلم بما اجتهد هو شخصيا في فهم ما يفهمه ويأخذ الموقف الذي هو يراه صحيحا لوحده كوحدة واحدة؟

                  جـ29 : ظني أننا لا نستطيع في الظروف الراهنة أن نجعل هناك مرجعية واحدة للامة الإسلامية .

                  لن نستطيع ذلك لنكون موضوعيين . لكني أيضاً أرفض ان يكون كل مسلم أمه واحده نحاول إذا لم نستطع ان نكون أمه فلنكن على الأقل مائة أمة فلو قلت كل أمه عشرة ملايين مثلاً . ولكن للأسف الشديد أننا نجد في القرية الواحدة بل في المدرسة الواحدة أمماً شتى متنابذة وهذه مشكلة وكارثة . والحديث عن هذه القضية حديث يطول وأسبابها ولماذا أصبحت الأمة بهذه الكيفية وكيف يمكن تجاوزها أنا فقط أشير الآن إلي قضية واحدة أن فقه الخلاف و أدب الخلاف وحقوق الاخوة يجب أن نحييها تمهيداً لما ينادي به هذا الأخ الغيور وأمثاله من إيجاد مرجعيه واحده للامة المسلمة طبعاً المراد بالمرجعية المرجعية المنهجية المنهجية في الجملة ويمثلها بعد ذلك علماء يمثلها تيار يمثلها كذا يمثلها مجموعة تيارات يمثلها الذي يكون .

                  السؤال (30) هلْ تعتقد أنَّ كلَّ الأطيافِ المعارضةِ للتيارِ الجهاديِّ قادرةٌ على التأثيرِ على هديرِه أم أنَّهم سيكونون من ضحاياهُ ..؟!!

                  جـ30: أنا أرجو ان لا ننظر للامور من هذه الزاوية ومن هذه الرؤية الجهاد كجهاد فالامة بمجملها تتبناه بعض الرؤى والافكار والاطروحات الفكرية والعقدية والمشاريع السياسية التي سوقت تحت مسمى الجهاد . هذه التى يختلف الناس معها والتيار الجهادى من أهم فصائله على الاطلاق الجماعة الاسلامية في مصر . الآن تراجعت عن مقولاتها تراجعاً جذرياً وانقلبت انقلاباً كاملاً على ماضيها . فالسادات الذي كانوا يرون أنه كافر وأنه طاغوت وأن من أعظم القرب إلي الله قتله . الآن يقولون انه شهيد قتل في فتنة . كانوا الذين يشاركون في الانتخابات والبرلمانات يرون انهم وقعوا في الشرك الأكبر المخرج من الملة. والآن هم يطالبون بأن يسمح لهم بإنشاء حزب في دخول البرلمانات فالتأثر والتأثير سنة الحياة ولا أرى ان ننظر لها من زاوية القدرة على التأثير أو أن يكون من الضحايا.

                  السؤال (31) أولا : أود أن أعترف أنني للمرة الأولى التي أسمع بها باسم الأستاذ حفظه الله على الرغم من عملي الطويل في ميدان الصحافة والثقافة العربية ، وقد شكرت الله تعالى على أن عرفني بفضيلة الدكتور لأنني أفرح حين اجد في الأمة طاقات خلاقة ومبدعة ، غير أننا للأسف الشديد لا نملك آليات للتعريف بأعلامنا ومبدعينا فقد نتوارى أحينا خلف ستار الإخلاص فمنع انفسنا من الناس متحرين الإخلاص ، وهذا في تقديري داء عضال يلم بالأمة ينبغي لمصلحيها أن يعيدوا النظر فيه ، لأن المطلع على الساحة الثقافية والمعرفية في العالم عموما يعرف أن هناك مؤسسات خاصة تعمل على تلميع اسماء معينة والترويج لها ، والطريف في هذا الأمر أنني كنت أناقش أمر ما أمس مع بعض الناشطين في حقل من حقول الدعوة في مدينة الموصل فقلت لهم: لابد أن نعرف الناس باعمالنا واسمائنا ونستحث لذلك قسم الرياء ((من باب الطرفة)) و أجعلوني مسؤول قسم الرياء لأنني أعتقد أننا بحاجة للترويج لأعمالنا وأسمائنا حتى نكون نماذج تحتذى في المجتمع ، وإلا سنضل مغمورين والآخر هو المعروف

                  ج 31 : لا أرى هنا سؤالاً معيناً محدداً لكنني أولاً احيي أخانا الكريم من مدينة الموصل مدينة التاريخ والأمجاد مدينة العلم والعلماء مدينة السنة والجهاد ومدينة الموصل تاريخياً أحد الثغور المهمة في أمتنا سواءاً في زمن التتر أو في زمن الحروب الصليبية أو في الفتوحات الإسلامية قبل ذلك أو في زمن الإستعمار البريطاني والفرنسي أو حتى في زمننا هذا .. وهي معقل الحركة الإسلامية في القرن العشرين في العراق ، فأنا أحييه وحيي جميع إخواننا وأحباءنا من أهل الموصل ومن أهل العراق وفي كل مكان في العراق.

                  بلا شك أن التعريف والتبليغ بالمشاريع الإسلامية والدعوة الإسلامية والفكر الاسلامي أنها من باب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وانها من اعظم القربات خاصة عند اشتداد الحاجة إليها في مثل زماننا هذا وهي بابو الرياء ..باب آخر ..

                  والدعوة وظيفة الأنبياء ووظيفة أتباعهم ، والعلماء والدعاة نتيجة للتربية التي تلقوها يستشعروا الحرج في أن يعلنوا عن أنفسهم أو يعبروا عن أنفسهم ، ونحن لا نستطيع أن نتجاوز هذا الجانب النفسي ، لكن الواجب على مؤسسات الدعوة وعلى شباب الصحوة أن تعرف بهؤلاء لا لأشخاصهم لكن لما يمثلونه من علم ومن فكر ومن دعوة ومن توجه . من أجل هذا يعرفون بهم للأمة وغير الأمــــة وأشكر هذا الأخ على هذه المشاعر الطيبة وأسأل الله أن يجعلني خيراً مما يظن وأن يغفر لي ما لا يعلم.

                  السؤال (32) ود أن اضم صوتي إلى صوت الأخ سالم العابر متسائلا هل للإسلاميين مشروع متكامل يصلح كنموذج لقيادة الحياة ؟؟ نحن نردد ونقول ان الإسلام هو الحل لمشكلنا ومشاكل العالم وهو كلام حق ، لكننا لا نملك رؤية تؤهلنا لتحويل الفكرة إلى مشروع يصلح ان يكون برنامج عملي ....أرجو من فضيلة الدكتور أن ينورنا في هذا المجال .

                  ج 32 : أنا أجبت عن هذا السؤال قبل قليل وربما كان هو سؤال الأخ سالم العابر كما يقول وأقول قد يكون الأخ السائل أو غيره لا يملك هذا المشروع أو لم تتضح لهم معالم هذا المشروع لكن لا يستطيع أن يقول أن كل الناس لا يمتلكون هذا المشروع وهو تحدث باسم الآخرين دون أن يفوضوه بذلك وأيضاً هو حديث عن أمرٍ لا يستطيع الأخ السائل الكريم أن يزعم بأنه يعلمه على الحقيقة ، وأنا بينت قبل قليل أنه ليس صحيحاً بل الاسلاميون يملكون مشروعاً حضارياً وفي البلدان التي استدعى إخراج وإسقاط هذا المشروع على الواقع والبرامج السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية من معالم وجوانب هذا المشروع الحضاري أخرجوها كبرامج وطرحوها وكما قلت قبل قليل هم من وجهة نظري أقدر من كثير من غيرهم ممن هم الآن يقودون الدفة في العالم العربي والعالم الإسلامي ولا يمتلكون أي مشاريع على الإطلاق.

                  تعليق


                  • #10
                    تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                    السؤال (33) اريد أن أعرف من الأستاذ الكريم رؤيته وقراءته للأوضاع في العراق ، فالكلام كثير كثير والملامة على الإسلاميين في العراق واقعة لا محالة دون الأخذ بنظر الاعتبار أن أهل مكة ادرى بشعابها .

                    ج 33 : كان رأيي من بداية الأحداث وأنا نزلت لي عدة دراسات في الصحف وفي الانترنت أحدها قبل بدء الحرب كان عنوانها الحرب الأمريكية على العراق .. أسبابها ودوافعها والموقف منها ، والثانية يوم أن بدأت الحرب نزلت هذه الدراسة وعنوانها " يا أمتي لا تحزني إن الله معنا " والدراسة الثالثة وهي ليست مقالات بل دراسات كانت بعد سقوط بغداد وكان عنوانها " سقوط ابن العلقمي على يد هولاكو" الأسباب والعبر والدلالات أو قريباً من هذا العنوان ، طبعاً لا يمكن اختزال هذه الدراسات كلها في إجابة على سؤال لكنني أقول أن أمريكا يدفعها أحقاد صليبية ومصالح اقتصادية وحسابات سياسية ، وكل هذه اجتمعت فهي تريد أن تسيطر على منابع البترول للقرن القادم ضمن حديث طويل وتحليلات وأرقام وتريد أن تعيد رسم سياسة المنطقة وأن تضرب الإسلام الناشىء في المنطقة بقوة، وتريد أن تؤمن إسرائيل في المستقبل بعد أن عجزت اسرائيل عن القضاء على الانتفاضة وتعيد إعادة ترتيب الحدود السياسية للمنطقة وتركيع الأنظمة أكثر فأكثر تحت الأقدام الأمريكية بالإضافة إلى الرؤا الدينية النتورانية او الإنجيلية ، وأيضاً الأيدولوجية اليمينية المتطرفة التي ترى أن امريكا يجب أن تسيطر على العالم كله وأن أكثر العالم مشاكل هي هذه المنطقة . وهناك الكثير من الأسباب التي دفعت أمريكا…

                    لكن ظنـــي أيضاً أن حسابات أمريكا كانت حسابات خاطئة وأن تقديراتها لما بعد الحرب في العراق أو حتى أثناء الحرب كانت تقديرات خاطئة .. وظني أن أمريكا دخلت في مأزقٍ والدلائل تشير إنها الآن تستنجد بالعالم وتبحث عن مخرج منه أرجو أن يكون أنكى من فيتنام بالنسبة لها وإذا نجح العراقيون وقد خسروا الكثير ولم يبقى ما يخسروه في أن يدموا أمريكا في العراق فيسحمون المنطقة وسيحمون العالم من الهيمنة الأمريكية و ولو انتصرت أمريكا لا قدر الله في العراق ونجح مشروعها وما يبشر به حواريوها في المنطقة فظني أنها ستنتقل إلى سوريا وإلى إيران وإلى السعودية وإلى دول أخرى.. وأن المنطقة ستعاني قرنين من الزمان كما عانت في زمن الحروب الصليبية.

                    ولذلك أؤكــد مرة أخرى على أن الوجود الأمريكي في العراق يجب أن لا يكون محل قبول من أي مستوى على الإطلاق وأن كلاً يجب أن يبذل جهده لإزعاج هذا الوجود وجعله غير مستقر وجعله ييأس من الاستقرار وتحقيق مأريه حتى ينسحب .

                    الإسلاميون في العراق نحن نشير عليهم أو هذا المفترض أن نشير عليهم وأن نبين لهم آرائنا وأن نبلغهم تحليلاتنا وربما هم في معمعة أحداث ليس لديهم الوقت الكافي ولا الإمكانات للدراسات والتحليلات وبعد ذلك يترك لهم القرار ويؤيدون في القرار لكن إن كان هناك أكثر من قرار فأرى أن لا يتكتل وراء قرار من القرارات الإسلامية في العراق وأن تترك بقية القرارات وبقية الخيارات وربما تعددها أي تعدد القرارات والخيارات إذا كان بتنسيق أو على الأقل بغير تعارض ولا تقاطع فربما أنه في مصلحة الأمة.

                    السؤال (34) في العراق تجربة إسلامية فريده فكرا وممارسة هي تجربة الأخوة الأكراد في الاتحاد الإسلامي الكردستاني حيث استطاعت هذه الجماعة أن تعمل عملا سياسيا وإسلاميا ناجح ورائع وراشد وتمكنت في بضع سنين من الوصول إلى المشاركة في حكم الإقليم الكردي وهي الآن تشارك في حكم العراق من خلال مجلس الحكم ، بينما العمل الإسلامي على مدى تأريخه لم يتمكن من الوصول إلى وزارة !!! ماذا يعرف الأستاذ عن هذه التجربة ؟ ألا يرى معي الأستاذ انها تجربة تستحق الدراسة ؟ أخيرا عتبي على أهلي وإخواني واحبتي في العالم الإسلامي لأنهم لا يدعموننا نحن معاشر العراقيين ولا يعرفون عن احولنا الكثير سوى انهم يبكون على احتلال العراق ويدعون للجهاد دون معرفة واقع حالنا وما نحن فيه
                    وأخيرا نقول للشيخ نحبك في الله ...والسلام

                    ج 34 : أولاً : إن كان يقصد الأخ أن العمل الإسلامي لم يتمكن من الوصول إلى الوزارة في العراق فربما يسلم له هذا أما إن كان يقصد على امتداد العالم الاسلامي فهذا الكلام ليس صحيحا ، بل هناك تجارب إسلامية وصلت إلى أكثر من ذلك ومن عشرات السنين .. أما بالنسبة إلى تجربة الاتحاد الاسلامي الكردستاني فأنا أؤيد الأخ أنها من التجارب الرائدة الناضجة الناجحة المتميزة في العراق وربما على مستوى المنطقة بشكل عام والأخ صلاح الدين وإخوانه المشرفون على هذه التجربة هم من خيرة الناس نضجاً و تجربة وعقلاً ، وأنا على تواصل مع هذه التجربة من بداياتها الأولى ، من بعد حرب الخليج الثانية ، منذ أن كانت أفكاراً وكانت نواة صغيرة ثم بعد ذلك التواصل معهم مستمر من فضل الله سبحانه وتعالى وعلى إطلاع بهذه التجربة وأؤيدها وأسأل الله لها الاستمرار والثبات والنجاح.

                    بل أقول يا أخي الكريم كثيرٌ من اخوانك في العالم الاسلامي يعيشون معكم السراء والضراء من وقت مبكر جداً بآرائهم ودعمهم وإمكاناتهم وتسديدهم ، وأرجو أن يكتب قريباً تاريخ المرحلة الراهنة في العراق من حرب الخليج الثانية إلى الآن وعندئذٍ سينكشف بإذن الله دور الإسلاميين في العالم العربي في تثبيت الإسلام في العراق وترسيخ جذوره وبالذات إخوانكم في الجزيرة العربية من مؤسسات وعلماء ودعاة ومفكرين وعلى جميع الأصعدة وإخوانكم الذين كانوا يخرجون ويأتون إلى أرض الجزيرة ويطوفون في العالم الإسلامي على علم كامل بهذه المواقف وبهذا الدعم الذي هو واجب علينا لكنه أيضاً موجود.

                    السؤال (35) كيف ينظر الدكتور.. الى مستقبل :

                    السلفية

                    العقلانيين التنويريين

                    الجهاديين

                    العراق ومستقبل امريكا فيه

                    الشيعة ودورهم في المنطقة


                    ج 35 : السلفية :

                    كمنهج وهو منهج أهل السنة والجماعة الذي يعبر عنه في كل عصر باستجابات مناسبة لذلك العصر نابعة من الكتاب والسنة، طبعاً يطلق العلمانوين وبالذات غلاة اليساريين منهم على أي تمسك بالتراث اسم السلفية وهي في أوساط الإسلاميين تعني التمسك بما كان عليه السلف لكني أفرق بين قضيتين : بين قضية المنهج الذي له أصوله وكلياته . وفي كل زمن له استجاباته المناسبة وبين فئة من المسلمين أو تيار من التيارات الإسلامية المعاصرة تسمى بهذا الاسم ولا يعني أن السلفية مقصورة عليه بل سيشاركه في كثير من قضاياها كثير من الناس ويخالفه في كثير من خصوصياته التي يراها كثير من الناس الذين هم سلفيون أيضاًمما يسوغ فيه الخلاف وبالتالي السلفية بناءً على مفهومي هي المستقبل.

                    تابع ج 35: العقلانيين…

                    إن كان كما قلت في اجابة سابقة إن كان المراد بها الذي يجعلون العقل البشري والأهواء البشرية مقدمة على النص الشرعي أو قيسمة له أو نداً له فهؤلاء في أمتنا مستقبلهم لن يكون أفضل من مستقبل أمثالهم في التاريخ الذين جاؤوا وانطووا وذهبوا وبقي الحق أبلج وضاح الجبين.

                    وإن كان المراد بها الذين يعيشون العصر بفهم إسلامي راشد لكنهم يقولون لنا في عصرنا مشكلاتنا ولنا قضايانا ولنا ظروفنا وبالتالي يجب أن نستجيب لها منطلقين من الوحي استجابات خاصة وقد لا تكون حلول وضعت لمشكلات مختلفة وعصرٍ مختلف منطلق من الوحي أيضاً مناسبة لهذه المشكلات التي نعيشها فهذه صورة من صور الفهم الإسلامي الناضج الرشيد الذي يصيب كثيراً ويخطي أحياناً.

                    جـ : الجهاديين …
                    تحدثت عن هذا في سؤالين سابقين :

                    العراق ومستقبل أمريكا فيه:

                    العراق سيبقى بإذن الله قلعة من قلاع الإسلام والعروبة وأمريكا بإذن الله ستدفع فاتورة غطرستها على العالم من الحرب العالمية الثانية إلى الآن في العراق الحر الأبي.

                    الشيعة ودروهم في المنطقة:

                    الشيعة واقع لا يمكننا تجاهله، ويجب أن نبحث عن وسائل فيما بيننا وبينهم لتجنيب المنطقة الفتن والويلات ويكون هناك حوار بيننا وبينهم حول المصالح المشتركة والقضايا المشتركة والأمور المشتركة وأملنا في عقلاء الشيعة أن يتجاوزوا الجوانب التاريخية وأن ينفتحوا لأن الخطر يهددهم أكثر مما يهددنا باعتبارهم أقلية وباعتبار إيران مستهدفة وباعتبار التشيع في ايران أصبح محل تساؤل من الشيعة أنفسهم.

                    السؤال (36) ماذا تعني لك هذه الكلمات التالية:
                    الإخوان المسلمون - البرمجة اللغوية العصبية (nlp)- الصحوة الإسلامية

                    ج 36 : الإخوان المسلمون:

                    جماعة من الجماعات الإسلامية في هذا العصر التي أخذت تعبر عن رؤية محددة معينة في منهج أهل السنة والجماعة حيال قضايا العصر ومشكلاته. امتدت على امتداد الساحة الإسلامية شرقاً وغرباً لها إنجازات ولها إخفاقات فيها أخيار وأبرار وفيها دون ذلك .

                    البرمجــــة ..

                    علم من العلوم الجديدة التي تفعل مهارات الإنسان وقدراته في فهم الآخرين والتأثير فيهم ويمكن الاستفادة منها فائدة كبيرة في تطوير الذات واكتساب القدرات واقناع الآخرين وحل المشكلات ويمكن أيضاً أن تكون وسيلة للتدمير والدمار.

                    الصحوة الإسلامية :

                    عودة إلى دين الله سبحانه وتعالى وصورة من صور تجديد هذا الدين.

                    تعليق


                    • #11
                      تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                      السؤال (38)
                      بعض من ينتسبون للجماعات الاسلامية يحرّمون المقاطعة فما رأيكم؟

                      ج 38 :
                      أنا لا أعلم ما هو منطلقهم في هذا التحريم ، أنا بناءً على دراسات أجريتها ونشرت رأيت أن المقاطعة تدور بين الوجوب والندب.
                      تابع س8 3 : قرأت بعض كتاباتهم حول أنه قد يتأثر بعض المسلمين حيث تنهار بعض الشركات الموجودة في العالم الإسلامي . مثلاً في مصر انهارت شركة كبيرة وفيها عمالة مصرية فقدوا وظائفهم ولم يتمكنوا من اعالة أسرهم.

                      جـ) أولاً في الإمكان أن تتكيف الشركات وأن تبحث عن بدائل وهذه طرحها العلماء وطرحتها مراكز الدراسات ولجان المقاطعة انها يمكن أن تبحث عن بدائل بدل البضائع الأمريكية واليهودية وبالتالي لا تتأثر . هذا الأمر الأول ..
                      الأمر الثاني .. نحن إذا تعارضت مصلحة خاصة ومصلحة عامة قدمت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة إذا كانتا في درجة واحدة من حيث الأهمية لأن تلك لها عموم وتلك لها خصوص فمصلحة الأمة على وجه العموم أولى من مصلحة مجموعةٍ من العاملين ، الأمر الثالث عندما أقفلت شركات التمويل كما سميت في مصر وفقد عشرات الآلاف أعمالهم وبعض الشركات قد يكون عندهم أخطاء . ولكن سمعنا عن شركة الشريف أنها كان عندها مصانع وكان عندها متاجر وكان عندها نشاط اقتصادي حقيقي أقفلت وآلاف العمال بناءً على مطالب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عشرات الآلاف من العمال فقدوا أعمالهم وعشرات الآلاف فقدوا أموالهم وما سمعنا فتاوى التحريم هذه.

                      ( أسئلة دعوية وتربوية وفكرية )
                      السؤال ( 39 ) شيخنا الكريم: يتكرر لفظ الفكر الديني والفكر الاسلامي عند بعض الكتاب, فهل هناك فرق وماهو؟

                      ج39 : الفكر الديني إذا أطلق قد يدخل في أي دين لكنها إذا أطلقت في سياق محدد معين يعني إذا أطلق الفكر الديني قد يكون مرجعيته أي دين والمراد بها أمور مشتركة وخصائص عامة لأهل الأديان .
                      لكن إذا كان السياق يدل على أن المراد به الدين الإسلامي فلا فرق حينئذ بين الفكر الديني والفكر الإسلامي وربما السبب في تفريق بعض الناس بين هاتين القضيتين هو ظلال كلمة الدين في الثقافة الغربية فلها ظلال كئيب وتاريخ أسود ومفهوم خاص ولكن نحن في حضارتنا وفي تاريخنا وثقافتنا ليس لها هذا الظلال بل الفكر الديني عندنا هو السمو والسلام والحفظ للإنسان وحقوقه .

                      السؤال (40) ما رأيك في الارجاء ؟

                      ج40 : الإرجاء احدى البدع التي ظهرت في التاريخ الإسلامي وله صور وله أقسام وظني أنها من الأمور التي اندثرت في الجملة وهو يبحث عند المتخصصين في قسم العقائد ولا أريد أن أثقل على غير المتخصصين في الحديث عنه .


                      السؤال (41) توسع كثيرون من طلبة العلم في مصطلح العقيدة وعمموه تعميما خرج عن أركان الإيمان إلى قضايا تتعلق بصفات الإنسان ذاته وسلوكه الحياتي المحض ، وصارت العقيدة سوطا نجلد به كل من يخالفنا فيما لا نفقهه أو لم نلم به ، فما أكثر من يتسرع في الحكم على شيء بأنه مخالف للعقيدة لمجرد شبهة أو لجهل بالدليل ، فما رأيكم في ذلك ؟؟

                      ج41 : العقيدة مصطلح يراد به المصطلح القرآني الذي هو الإيمان ، كلمة العقيدة لم ترد لافي الكتاب ولا في السنة و لاحتى عن الصحابة ولا حتى عن التابعين لم تؤثر لكن المراد بها ما يعتقده الإنسان والمراد بها الإيمان المصطلح القرآني وهو الإيمان وهي أصل البناء الإسلامي فالبناء الإسلامي بعد ذلك من عبادات ومن أخلاق ومن سلوك وتشريعات ومعاملات يقوم على البناء الإيماني وبالتالي فهي اهم شيء في هذا البناء وهي أساسه أي قضية العقيدة وقضية الإيمان وينبغي العناية بها والقرآن ركز عليها تركيزاً كبيراً في تربية الصحابة رضي الله عنهم وقضى النبي صلى الله عليه وسلم 13 عاماً يبني البناء الإيماني ثم (10) سنوات بعد الهجرة بنى فيها التشريع الإسلامي الكامل وبقي البناء الإيماني يأخذ حظاً وافراً لكن عندما يتصدى لها من لا يحسنها أو من يتخذ هذا المسمى وسيلة لتصفية حساباته مع الآخرين فهذا أمر مرفوض ولا يجوز أن يتكلم في هذه القضية ولا في غيرها من قضايا الدين ولا في غيرها من أمور الحياة الأخرى إلا من هومن أهل العلم بها والعدل بها .


                      السؤال (42) ضيق البعض كثيرا دائرة المباح بحجة سد الذرائع ، أو بحجة دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع، متجاهلين قاعدة قياس المصالح والمفاسد ، فضخموا السلبيات و ألغوا الإيجابيات في أمور شتى وصولا للقول بمنعها ، و بحكم تخصصكم في أصول الفقه بودى أن توضحوا الرأي الشرعي في هذا ؟؟ جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وعملكم .

                      ج 42 : قاعدة سد الذرائع ودرء المفاسد وجلب المصالح من القواعد الشرعية التي هي محل إجماع في العمل وفي الممارسة وفي التطبيق وإن اختلف حول بعض تفصيلاتها في التنظير والتقعيد بين المذاهب الإسلامية المختلفة لكن لا يجوز أن يتحدث عنها إلا من كان من أهل العلم الشرعي الذين يعلمون ما هي قاعدة سد الذرائع وما هي أقسامها وما هي شروط العمل بها وما هو طريق الترجيح عند التعارض فيما بينها ومثلها قاعدة درء المفاسد وجلب المصالح أي مثلاً في قاعدة سد الذرائع ، قد تكون الذريعة التي هي الوسيلة مصلحة لكنها تفظي إلى مفسدة وقد تكون مفسدة لكنها تفضي إلى مصلحة وقد تكون مصلحة تفضي إلى مصلحة وقد تكون مفسدة تفضي إلى مفسدة ، وكل قسم من هذه التقسيمات تحته قواعد شرعية ضابطه له وأيضاً إذا تعارضت المفاسد فلا يمكن دفعها كلها أو المصالح فلا يمكن تحصيلها كلها أو مصلحة مع مفسدة فلا يمكن جلب المصلحة إلا بالوقوع في المفسدة أو لا يمكن درء المفاسد إلا بترك المصلحة كل هذه القواعد تضبطها قواعد فرعية ضابطة لها و لاينبغي أن يتصدى لها إلا أهل العلم الشرعي .

                      س/ الا ترى انه تفوت مصالح كثيرة بسبب التوسع في باب سد الذرائع...؟

                      حقيقة الذي يقدر هل الأمر متوسع ومبالغ فيه ام لا هم أهل العلم الشرعي لذلك أنا أكدت على هذه القضية فقد يأتي إنسان لا علم له بالقواعد الشرعية ولا بالعلم الشرعي على الإطلاق لا ما من قريب ولا من بعيد ويقول انتم منعتم المصالح لسد الذرائع طبعاً هو لا يعلم بهذا الترجيح في هذا للعالم الشرعي مثلاً لو جئنا عند طبيب وقلنا له أنت حرمت على فلان من الأكل كذا وكذا وكذا وهذا يضر به وهذا كذا ونحن لسنا أطباء ولا نعلم في الطب شيء هو أعلم لكن نرجع إلى الأطباء و الأخرين غيره من الأطباء حتى يحكموا على موقفه وعلى قوله .

                      السؤال (43) شيخنا الكريم انا شاب ملتزم مع جماعة تدعو إلى الله وهي سليمة المعتقد والمنهج ولله الحمد ولكن هناك امر يراودني ألا وهو اني من فترة إلى أخرى وخاصة مع كثرة الالتزامات الحركية أشعر بأني أستهلك ولا انتج كثيراً بحيث ان مجهودي يكون موجه لمجموعة لا تتعدى العشر أفراد ثم في نهاية السنة قد يستمرون وقد يتفرقون ؟؟؟ ألا تظن يا شيخ أن المجتمعات هي بحاجه اكثر لهذا الجهد فالفساد قد عم والفتن قد انتشرت ؟؟؟ ما هو رأيك.

                      ج 43: إذا كنت من أصحاب القدرة على دعوة الجماهير وعلى النشاط فيما بينها وعلى توجيهها فأرى أن تجمع بين الأمرين يعني هذا خير وهذا خير فحين تركز على خواص الناس وعلى نخبهم وتربيهم ليس مجرد كلمة تقولها وتذهب تربيهم عقدياً و عبادياً وأخلاقياً وسلوكياً وثقافياً وفكرياً هذا أمر ضروري للأمة فهي تحتاج لهذا أشد الحاجة وأيضاً تتجه للجماهير من خلال المنابر ووسائل الإعلام فتدعوا وتبلغ وتبذل جهدك في هذا إذا تعارض الأمران فحينئذٍ ينظر أي الأمرين الاحتياج اليه أشد وأكثر ضرورة في ظرفك الذي تعيشه لا أعلم من أي بلد أنت وأيضاً أي الأمرين أنت أكثر عطاءاً فيه فتتفرغ له على أن يسد غيرك الثغرة الأخرى .أما إن كنت لا تملك القدرة على العمل الجماهيري فأستثمر جهودك في العمل مع هؤلاء الخواص وإن كنت لا تستطيع العمل مع هؤلاء الخواص وأنت قادر على العمل الجماهيري فأستثمر مجهودك في العمل الجماهيري .

                      السؤال (44) ما هو سبب ضعف الإعلام الإسلامي ؟ ولماذا كثير من المشاريع الإعلامية الإسلامية تفشل أو تبدو ضعيفة مقارنة بغيرها ؟

                      ج44: هناك العديد ممن الأسباب أهمها :
                      1/ أن آليات الإعلام المعاصر هي بعض منتجات المدنية الغربية فجاءت من الغرب وجاءت معها رسالتها ومحتواها بمعنى أن الناس في الشرق أخذوا التلفاز وأخذوا في التلفاز الأغنية والتمثيلية والموسيقى والرقص لأنها في الغرب فهذه بعض الآثار السلبية لتسيد المدنية الغربية في العالم .
                      2/ أن الإسلاميين تأخروا كثيراً في الولوج إلى الميدان الإعلامي وغيرهم سبقهم بأزمنة طويلة وبالتالي أمر طبيعي أن تكون إمكانتهم أقل .
                      3/ أن الإعلام يحتاج إلى مال والإسلامييون من أفقر الناس في أكثر البلدان وهو يحتاج إلى إنفاق يحتاج إلى مال ويحتاج إلى بذل .
                      4/ أن الكوادر الإعلامية لا يكفي أن تكون كوادر مخلصة بل أيضاً لا بد أن تكون مدربة وكثير من الإسلاميين ينزلون إلى ميادين الإعلام بمجرد الإخلاص وهو ضروري لكن لا يكفي لابد من التخصص لابد من الإعداد .
                      5/ أن الإعلام المنافس يدغدغ الشهوات العواطف والإسلاميون لا يستطيعو أن يدخلون في هذه المنافسة من هذا الباب .
                      ملاحظة:
                      فليس الإعلام الإسلامي كله ضعيفاً ولا فاشلاً بل أرجو أن يكون هناك بعض المشاريع الناجحة .

                      السؤال (45) من هي الشخصية الدعوية التي تأثرت بها في بداية حياتك العلمية ؟
                      جـ/ الشخصية الأولى التي تأثرت بها وما زال تأثيرها وسيبقى هو التأثير الأول في حياتي هى شخصية محمد صلى الله عليه وسلم ثم يأتي بعده كبار الصحابة رضي الله عنهم وبالذات أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم فشحصياتهم أثرت تأثيرا كبيراً في حياتي ثم يأتي بعد ذلك علماء الأمة من التابعين فمن بعدهم إلى الأئمة الأربعة إلى أئمة الاسلام في العصور المتأخرة إلى علماء ورموز الدعوة الاسلامية المعاصرة كل هؤلاء والحمد لله نهلت من ينابيعهم الصافية ولم أر تعارضاً بين ذلك ولكن الشخصية الدعوية التي أثرت في تأثيراً عميقاً وما زالت والحمد لله وستبقى بإذن الله هي شخصية أستاذنا وقدوتنا ومعلمنا جميعاً محمد صلى الله عليه وسلم .أ.هـ.

                      تعليق


                      • #12
                        تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                        السؤال (46) من خلال تجربتكم الإعلامية لمجلات المنار والجسور وغيرهما .. كيف تقيمون الإعلام الإسلامي ؟ ولماذا مازالت هناك طاقات إعلامية إسلامية تشكو النسيان والإهمال ؟؟

                        جـ 46/ الإعلام الإسلامي ما زال كالطفل يحبو بهدوء ويحتاج إلى زمن طويل حتى ينزل ميدان المنافسة .
                        أما لماذا ما زالت هناك طاقات إعلامية "إسلامية" تشكو النسيان والإهمال فهذا السؤال يوجه إلى الأمة في مجملها وإلى قادة الرأي والفكروالدعوة فيها وقبل ذلك إلى الحكومات التى يتوقع أن أمر الاسلام يهمها .

                        السؤال (47) من خلال خبرتكم ودراستكم لعلم البرمجة اللغوية العصبية .. هل تنصحون بهذا العلم ؟؟ وهل شعرتم بنتائجه الإيجابية على حياتكم العملية ؟؟

                        جـ 47/ بلا شك أن هذا العلم له نتائج إيجابية جيدة ورائعة وأنصح به في الجملة ولكن يبقى لكل قاعدة استثناء كما يقول الاصوليون ، فمن دخل في هذا العلم وليس له خلفية شرعية فقد يقع في مزالق خطيرة من خلال تأثره ببعض متعلقات هذا العلم التي أتت معه من السياقات الاجتماعية والثقافية التي نشأ فيها في الغرب مع أن العلم في ذاته أنا مقتنع بأنه علم حيادي ، وأيضاً من تخصص في هذا العلم وثقافته العامة محدودة سيصاب بانبهار ويعطي هذا العلم فوق حجمه وفوق منزلته التي هي له وهو علم رائعٌ جداً .

                        السؤال (48) في الآونة الاخيرة خرجت افكار هي دخيلة على الفكر الاسلامي الصحيح ومنهج الحركات الاسلامية .ولعل كثير منها استلهم له نص شرعي من أجل تسويقه على طبقة معينة من المجتمع : مثل الكذب من أجل الدعوة ، تحليل الكذب اذا كان المقصد كسب منفعة دعوية معينة ، مع العلم ان اغلب الدروس الشرعية التي يتلقاها هؤلاء هي في العقيدة وكذلك في الحيل ، هذه الفكرة وغيرها ما السبب في خروجها ؟ التلاعب بالنصوص الشرعية والتحايل عليها منهج من ؟ هذا التناقض التي يعيش هؤلاء ما السبب الرئيسي في خروجه؟

                        ج 48: هذه الطريقة بهذا التوصيف الذي طرحه السائل هي بلا شك طريقة دخيلة على الإسلام وعلى منهجه وعلى الدعوة إليه و لا يجوز للمسلمين أن تبرر الغاية لديهم الوسيلة هذا ليس منهجاً شرعياً .
                        المهم المحتوى والمضمون ليس بالشعارات التي ترفع ولا بالعبارات التي تكتب على اللا فتات والتلاعب بالنصوص الشرعية والتحايل عليها منهج اهل البدع في العصور القديمة الذين كانوا إذا اعجبهم القول وضعوه حديثاً يؤيد بدعتهم فهو منهج بدعي مرفوض ومئآله الى الخسران وسبب وجود هذا المنهج هو الجهل بالعلم الشرعي الصحيح وربما المكايدات الحزبية وربما قلة التجربة والخبرة وربما الغرور والاهواء المضلة. عديد من الاسباب قد تكون دفعت إلى الذي يذكره الاخ .

                        السؤال (49) ذكرتم في حلقة سابقة بأن ولي الأمر جزء من المجتمع له واجبات وعليه حقوق ..وكذا الأمر بالنسبة للرعية ..لكن ما تقول يا شيخ إن أهمل أحدهما في واجباته وطالب الآخر بحقوقه ولأوضح أكثر فكما تعلم .. أن قيادة المملكة وفقها الله لكل خير وأصلحها .. فرّطت في واجباتها نحو المجتمع .. فحورب الجهاد باسم الإرهاب .. وشُرد المجاهدين كذلك .. وحصلت كثير من المخالفات الشرعية التي رفضها المجتمع ..وفي الجانب الآخر تجد العلماء والمشائخ والدعاة يطالبون المجتمع بحقوق ولي الأمر .فهل هذا من العدل يا شيخ .. أم هل هذا يرضي ربنا جل وعلا ؟؟

                        جـ49: المنهج الشرعي منهج متكامل يعطي لكل حقوقه ويرتب عليه واجباته ودعاة الإسلام يجب ان يمثلوا المنهج الشرعي تمثيلاُ حقيقياً وان يقروا لكل بحقوقه وان يطالبوه بالواجبات المترتبة عليه والذي أعلمه ان العلماء والدعاة والمشايخ في كثير من بياناتهم ومطالبتهم كانوا أهل عدل وإنصاف والعصمة لله ورسوله فكانوا ينقدون وينكرون المنكر في الطرفين وكانوا يدافعون عن الإيجابيات والحق في الطرفين وكانوا ينصحون بالحوار والتفاهم لحل المشكلات وعدم المواجهة هكذا كان الموقف والبيانات نزلت قبل كثير من الأحداث التي وقعت وسجلت والتاريخ سيذكرها فالكلام الذي يقوله الأخ ليس على اطلاقه وليس حقيقياً عندما يقول بإن الدعاة والعلماء يطالبون المجتمع بحقوق ولي الأمر أما ولى الأمر فهم ساكتون عنه .هذا ليس صحيحاً نحن فصلنا من وظائفنا ودخلنا السجون ومنعنا من الدعوة ومن المحاورات ومن السفر وضيق علينا في أرزاقنا وروقبنا وتوبعنا من اجل كلمة الحق ليس من اجل شئ آخر . كلمة الحق يجب أن نقولها للجهاديين ولغيرهم يعني إذا قيلت كلمة الحق للحكومات صفق لها البعض وإذا قيلت لغيرهم ولم تعجبه امتعض وازور برأسه جانباً سنقول كلمة الحق للجميع بإذن الله سبحانه وتعإلي وقضية الإرهاب نعم هنالك إرهاب من يكفر الناس ويفجر المباني ويقتل الناس هذا إرهاب ولا يجوز ولا نبرره تحت أي ظرف من الظروف على الإطلاق نحن لا نقول أنه ليس هناك أخطاء بل هناك أخطاء واخطاء كثيرة وأحياناً كبيرة وذكرناها علناً وليس سراً لكننا لا نرضى أبداً أن يتغافل عن الإيجابيات وعن الخير الكثير الموجود وأنه بسبب الإنكار على بعض الأخطاء يدمر البلد وتفتت لحمته ويتحول مثل البلدان التي تعاني ألان الأمرين مع الأسف .نحن لن نرضى بهذا ولن نقبل به أبداً وسنقف في وجهه بقوة كما نقف بقوة في وجه ظلم الناس وانتهاك حرماتهم والاستبداد عليهم وتعذيبهم بغير وجه حق هذا مثل ذاك.

                        السؤال (50) الا ترون ان من المهم بلورة علاقة واضحة تخدم الاسلام بين السنة والشيعة في العراق الذي تتواجد الطائفتان فيه بنسب كبيرة متقاربة وبالتالي تكون نموذجا للعلاقة بينهما في المناطق المجاورة؟

                        جـ50: بل أرى ذلك من الواجبات كل شئ يؤدى لخدمة الاسلام يجب أن نسعى إليه وأن نبذل جهدنا فيه والنبي صلى الله عليه وسلم في يوم الحديبية يقول " والذي نفسي بيده لا تدعوني قريش اليوم الى خطة رشد تعظم بها حرمات الله إلا أجبتها الى ذلك " فأي خطوة فيها خدمة للاسلام والمسلمين وفيها تسكين للفتنة يجب أن نبادر إليها ونسعى إليها .

                        السؤال (51) النصوصُ الشرعيةُ تحملُ في طيَّاتها المصالحُ المطلقةُ، ألا ترى أنّ َتقدير المصالحَ وَالمفاسدَ في مسيرتِنا الفكريةِ خرجتْ عن التحكمِ والانضباطِ ..؟!!

                        جـ51: الأمر ليس على إطلاقه في بعض الصور والصيغ المطروحة وبعض الطروحات الفكرية بلا شك لأن كثيراً من الناس يحمل فكراً عاماً موسوعياً جيداً لكنه لا يحمل تخصصاً شرعياً ضابطاً القواعد الشرعية الضابطة لفقه المصالح والمفاسد مثلاً . وبالتالى يخطئون في تقدير المصالح وتقدير المفاسد وضبطها ولكنها ليست هي الصورة الوحيدة في الساحة بل هنالك طروحات ناضجة رائعة تصدر ممن جمعوا بين الفكر والعلم الشرعي واستطاعوا أن يضبطوا هذا بذاك .

                        السؤال (52) فضيلة الشيخ لقد خرج من المسلمين فرقه تدعي انها الفرقه الناجية التي تتبع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم و السلف الصالح . ليس لها شغل إلا التكفير والتفسيق لأعلام الامـة من دعاة ومصلحين ومجــاهدين وهم قد تخندقو مع اعداء الاسلام في خندقاً واحد ، فما قولك فيهم ؟

                        جـ52 : طبعاً أنا لا اعلم عمن يتكلم الأخ وبالتالي أرجو ألا يحمل كلامي على أي طائفة بعينها لكنني سأتكلم عمن تصدق فيهم هذه الأوصاف التي يقولها . يقول أن فرقة تدعى أي مجرد دعوى ليست حقيقة أنها الفرقة الناجية وأنها تتبع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح تدعى هذا وشغلها التكفير والتفسيق لأعلام الأمة من دعاة ومصلحين ومجاهدين وانهم تخندقوا مع أعداء الإسلام . إذا كان هذا الوصف صحيحاً لهذه الفرقة وهذه الطائفة التي يسميها الأخ السائل فهم والعياذ بالله ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

                        السؤال (53) فضيلة الشيخ انني انتظر الوقت الذي سوف اتفرغ فيه للدعوه الى الله فما تنصحني به ؟

                        جـ53: أنصحك وجميع القراء بممارسة الدعوة من هذه اللحظة فقد تنتظر الفراغ ولا ينتظرك الأجل والدعوة واجبة على الفور من هذه اللحظة ومن هذا الوقت بقدر ما تستطيع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .

                        تعليق


                        • #13
                          تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار

                          السؤال (54) فضيلة الشيخ الكثير من المسلمين يريدون لانفسهم الخير ويقومون بما امر الله به من فرائض و واجبات وسنن ولكن تجدهم لا يهتمون بالامور العقائديه ويفعلون امور تخرج من المله من ذبح لغير الله و دعاء الاموات وغيره .. فما نصيحتك لهم ؟
                          جـ54: أنا في ظني أن هؤلاء عوام وجهلة وأنهم لن يطلعوا على مثل هذا الحديث الذي سأقوله ألان عبر الشبكة حتى اوجه لهم النصح مباشراً لكن نصيحتي لطلبة العلم وللدعاة إلي الله سبحانه وتعالى ان يتصلوا بهؤلاء وان يبينوا لهم دين الله وان يبذلوا الجهد في ذلك ويترفقوا بهم حتى ينقذهم الله سبحانه وتعإلي على أيديهم .

                          السؤال (55) إن الدعوة الآن اصبحت تلاطمها أمواج من التشكيك والاتهام بعدم "التجديد فى الخطاب"، ولا يخفى عليكم نوايا المشككين وخلافه وما وراء شعار التجديد في الخطاب، فما هو رأيكم في دعوات تجديد الخطاب الديني وكيف تراها ؟؟

                          جـ55: أما حقيقة نوايا المشككين وخلافها فلا أعلم بها ولا يعلم بالنوايا إلا الله سبحانه وتعإلي ولا أعلم بمن يقصد بالمشككين قد يكون فلان من الناس من وجهة نظره مشكك ولكن من وجهة نظري ليس بمشكك أنا أقول إن كان المراد بالتجديد هو التجديد في الوسائل والآليات والأساليب والطرائق وأيضاً التجديد في بحث أحكام النوازل الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل فهذا التجديد مطلوب شرعاً وإن كان المراد بالتجديد الانقلاب على احكام الدين الإسلامي والتخلى عنه فهو تجديد مرفوض .

                          السؤال (56) ما هي رؤيتكم لخط سير الدعوة الآن ؟ وهل الخلل فى الشكل -كنوع من القبول - ام فى المضمون ؟ وكيف يلتف الناس حول الدعاه كما حدث معكم؟

                          جـ56 : الذي أراه ان هناك قصور وخلل في الوسائل والأشكال والطرائق وأن هناك خلل في بعض المضامين التي تطرح إما أنها تطرح طرحاً غير مناسب أو أنها قد تجاوزها الزمن ولذلك نحن في حاجة لان نجمع بين الأصالة والمعاصرة .الأصالة بالحفاظ على نقاء المنطلق والمعتقد وأصل التوجه والقواعد العامة والمعاصرة باستيعاب قضايا العصر من حيث الوسائل والأساليب والطرائق والتعامل مع المستجدات بعلم وفهم وعدل وإنصاف .


                          ( أسئلة متفرقة )
                          السؤال (57) نأمل تسيلط الضوء قليلاً على الحوار الوطني الذي عقد في المملكة مع العديد من التيارات الفكرية ، وما هو تقييم الدكتور عوض له؟؟؟

                          جـ57: الحوار الوطني خطوة جيدة في سبيل التواصل مع الطاقات الفكرية والعلمية والثقافية وحقيقة لم يكن الحوار حواراً بين الطوائف كما ظنه البعض بل كان حوار بين المتحاورين حول قضايا الأمة المشتركة وأرى أنها هي السبيل التي بها نتجاوز الأزمات التي تواجه الأمة والحديث حقيقة عن الحوار وما تم فيه يطول وهناك العديد من اللقاءات التي تمت معي في صحف ومجلات وفي فضائيات حول هذه القضية يمكن الرجوع إليها إذا كان الأخ من المهتمين بهذه القضية وظني أنه خطوة جيدة بالذات إذا فعلت توصياته وتبعه خطوات أخرى في نفس الاتجاه .

                          السؤال (58) في عصر التنوع وتعدد الخيارات ، يصبح التخصص حاجة ملحة للإبداع والإنتاج والعطاء، الشيخ عوض يزرع ويحصد ،بغرس ويجني أصنافاً مختلفة من مجالات الأخذ والعطاء في مزارع مختلفة _ في وقت واحد_ (محاماة،مطارحات فكرية، nlp ،إشراف على خمس مجلات، التزامات أسرية شاقة ، وغيرها..) ألا يخشى الشيخ قلة الإثمار ، أم هي البركة ، أم ماذا؟

                          ج 58: أنا أقول أيها الاخوة في تاريخنا من كانوا أصحاب اهتمام واحد وتخصص واحد ومنهم من كان صاحب توجه موسوعي وتخصصات متعددة وقد يكون صاحب التخصص الواحد أجود في تخصصه من صاحب التخصصات المتعددة لكن صاحب التخصصات المتعددة أكثر شمولاً وأبعد نظراً وربما أكثر نفعاً في الجملــــة وهذه تعود إلى قدرات الإنسان فإذا كان الانسان يجد في نفسه القدرة على العمل في أكثر من ميدان واستطاع أن ينظم فكره وجهـــده وطاقاته في هذه الميادين المتعددة ويحدد أولوياته ويكون له برنامج يمضي على سننه فظني أن هذا جيد وأنه لا ضير في ذلك بلا شك ..الأمر يحتاج إلى جهد غير عادي يحتاج إلى تضحية "
                          لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والاقدام قتال ..
                          لكن أؤكد على أمر مهم جداً وهو أن من تصدى لميادين العمل الفكري والثقافي ينبغي أن يكون له نوع رسوخ في العلم الشرعي وأن يكون له اهتمام متميز بهذا الجانب وهذا الذي أراه وأخذ نفسي به .

                          السؤال (59) كيف يرى الشيخ إعلان الحكومة عن انتخاب المجالس البلدية ، وماذا يتوقع بعد ذلك..؟

                          ج 59 :أرى أنها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح وأتوقع أن يتلوها خطوات أخرى في انتخابات مجالس المناطق وانتخابات مجلس الشورى وليس المهم الانتخابات فقط المهم أن تكون الهيئات المنتخبة لها قدرة على البذل وعلى العطاء ولها صلاحيات حقيقية ولا نقول أنها ستحل جميع المشكلات لكننا سنكون حينئذ أقدر على حل المشكلات وبلوغ الأهداف من واقعنا الذي نعيشه الآن بإذن الله .

                          السؤال (60) في الآونة الأخيرة ظهر التوجه الإعلامي للشيخ عوض وذلك من خلال تبنيه لأكثر من مطبوعة إسلامية ( الجسور - المنار - الفتيان ) ما هو الهدف من هذا الأمر وما هو رأي الدكتور في الرأي الذي يقول بأن زمن المطبوعات والدوريات قد ذهب وانتهى وجاء دور المجلات الالكترونية ؟

                          ج 60: أما الهدف فهو أداء واجب البلاغ بلاغ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتبليغ الفكر الاسلامي والاسهام في حل مشكلات أمتنا والتواصل مع مفكريها ونخبها وسياسيها ومثقفيها والاجتهاد في تقديم حلول لمشكلاتها وإيجاد منابر لأهل العلم والرأي والفكر فيها وأهداف متعددة أما قوله ان زمن المطبوعات والدوريات فقد ذهب فما أظنه ذهب وما أظنه سيذهب بل سيبقى وأيضاً يمكن أن يجمع بينهما

                          السؤال (61) بصفتك أحد الأعضاء في الحوار الوطني، وبصفتنا جميعا في هذه السفينة التي نسعى لسد خرقها، وبوضوح تام، "ماذا تريد القيادة أو الحكومة من الشعب بمختلف طبقاته وتياراته؟

                          ج 61 :أما كونها في سفينة هذا صحيح بلا شك ويجب علينا جميعاً أن نسعى للحفاظ على هذه السفينة وإلا غرقنا جميعاً والعياذ بالله.

                          ماذا تريد القيادة او الحكومة من الشعب بمختلف طبقات وتياراته ؟

                          هذا تسأل عنه القيادة وتسأل عنه الحكومة يعني لم أفوض بذلك وايضاً لم أكن ناطقاً رسمياً لا باسم القيادة ولا باسم الحكومة ولم أختص بحديث في هذا الباب .. أنا مراقب يقرأ في الصحف والمجلات ويتابع وسائل الاعلام ويتابع ما ينشر فما أظنني أمتلك الأهلية للحديث الدقيق عما تريده الحكومة أو القيادة من الشعب لكن كان يمكن باعتبار أني أحد أفراد الشعب ان أقول ماذا يريد الشعب من الحكومة لكني لم أسأل عن هذا ..

                          س : فما رأيك لو سألناك هذا السؤال ؟

                          أنا أقول أن الشعب يريد من القيادة أو الحكومة :
                          1.الحفاظ على أصالة هذه الأمة في إحياء معاني المعروف فيها والتضييق على صور المنكر التي تفشى فيها.
                          2.البحث عن حلول لمشكلاتها مثل البطالة مثل مشاكل الخدمات في التعليم في الصحة في المياه في غيرها البحث عن حلول مشتركة مع اخواننا المسلمين عن قضايا الأمة الكبرى مثل فلسطين وغيرها والوقوف بقوة في وجه المؤامرات الصهيونية والنصرانية وبالذات الأمريكية.
                          3.احترام حقوق الإنسان والعدالة في تطبيق شريعة الله سبحانه وتعالى . العدالة في توزيع الثروة توسيع قاعدة مشاركة الأمة بمفكريها ونخبها وكثير من الأمور مثل محاسبة المسئولين محاسبة دقيقة عن أعمالهم ومكافأة المحسن الأخذ على يد المسيء خاصة إذا كانت اساءته متعمدة وكبيرة في حق الأمة وغير ذلك.

                          السؤال (62) أتكلم من منظور واقعنا هنا في السعودية، حفظها الله من كل سوء، ألا ترى أن الأسلوب التقليدي في العمل الدعوي الميداني أصبح قليل، ولا أقول عديم، الفائدة، فما نظرتكم لمستقبل العمل الدعوي المرتكز على العمل الاجتماعي مع عدم وجود المظلات الرسمية المساندة بشكل متناول. وهل لديكم مقترحات لذلك ؟؟

                          ج 62 : أنا أرى دائماً أنا بحاجة إلى تطوير وسائل وأساليب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لكن يبقى هناك ثوابت ننطلق منها ومتغيرات تحتاج إلى زمن طويل حتى يطالها التغيير وإلى أجيال لكن التغيير ينبغي أن يكون مستمراً وأنا ممن يؤمنون من وقت مبكر جداً ان العمل الاجتماعي من أهم ميادين الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وإصلاح الامة ولا يشترط للعمل الاجتماعي وجود مظلات رسمية وأرى أنا تجاوزنا الزمن الذي ننتظر من الدولة أن تفعل كل شيء الوجوب في الإسلام على الأمة كلها وليس على الدولة فقط الدولة جزء من الامة بلا شك أنها هي التي تقودها لكنها جزء منها .. الحكومة والنظام جزء من الأمة أما الواجب فهو على الجميع وبالتالي ينبغي على كل قادر في ميدان قدرته أياً كانت هذه القدرة فكرية بدنية مالية وأن يبذل جهده والعمل الاجتماعي من أهم ميادين العمل للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ..

                          س : وهل لديكم مقترحات لذلك ؟

                          أقترح أن تنشأ مؤسسات شعبية وجمعيات ومؤسسات مثل النقابات في البلدان الأخرى بصورة تناسب واقعنا الجمعيات التعاونية في القرى في الأرياف في المحافظات في المراكز بحيث يتعاون الناس على الخير ويتعاونوا على درء الشر عن مجتمعهم وعن أمتهم ويتم التواصل فيما بينهم.

                          السؤال (63) مارأيكم بحكامنا وعلمائنا ؟ وهل هم مقصرون في حق المجاهدين والمسلمين المستضعفين في فلسطين حيث هدم امس 200 بيت وشرد الاف من المسلمين ؟

                          ج 63 : أما أننا مقصرون في حق إخواننا في فلسطين فبلا شك ليس فقط العلماء والحكام بل الأمــة في عمومها والعلماء والحكام جزء من الأمــة الواجب عليهم أعظم من بقية الشرائح الأخرى لكن التقصير هو من الأمة كلها والاخوة في فلسطين على ثغر لو سقط لا سمح الله ستعيش الأمة سقوطاً مريعاً قروناً ويجب أن ندعمهم لا من أجلهم هم فقط بل من أجل الامة كلها التي هم الآن طليعتها وثغرها لكنني أحب أن أؤكد على حقيقة هي أن أكثر البلدان دعماً للمسلمين في فلسطين لأيتامهم وأسرهم ومساجدهم وحلقات تحفيظهم وجمعياتهم ومستشفياتهم هي بلدان الجزيرة العربية من فضل الله سبحانه وتعالى ، نعم ذلك دون الواجب المؤمل ودون الطموح المنتظر لكنه بحكم الواقع هو الأفضل بلا شك من جميع البلدان وأنا شبه متأكد مما أقول.

                          السؤال (64) من وجهة نظرك يا دكتور وتطلعاتك للمستقبل ( والعلم عند الله طبعاً ) ماذا سوف يحدث للولايات المتحدة الامريكية خلال العشر السنين القادمة ؟؟

                          ج 64 :إن لم يرضخ العالم للضغوط الأمريكية ويسعى لإنقاذها من أزماتها التي صنعتها لنفسها من خلال سفهائها الذين يقودون أمرها من أصحاب التعصب والرؤية المغلقة والحقد والجهل إن لم يرضخ العالم ويسعى لإنقاذها فهي في طريقها للإنهيار والإنكفاء على نفسها لتعود كما كانت قبل الحرب العالمية الأولى بلد مغلق لا صلة له بالعالم.

                          تعليق


                          • #14
                            تابع الحوار الذي أجري مع الشيخ الدكتور عوض القرني من قبل شبكة الأحرار
                            س : وهل هذا سيحدث في خلال العشر سنين القادمة ؟
                            لا ما أظنه لكنه سيبدأ ذلك أي سيبدأ الانكفاء والتراجع.

                            السؤال (66) ما موقفكم من الشيعة والحوار معهم والتعامل معهم ؟

                            ج 66 : أنا أرى الحوار مع جميع البشر بلا استثناء لكن ينبغي أن تكون الأهداف واضحة والمرجعية للمتحاورين واضحة والآليات محددة والموضوعات والمجالات يحددها قبل أن ينطلق للحوار ويحضر لها .

                            السؤال (67) بما انك ممن مارس البرمجة هناك قضايا خطيرة فيها اذا فهمت على النحو الغربي ..
                            كالخريطة ليست هي المنطقة .والتفريق بين السلوك والذات..بحيث نتقبل الذات متجاوزين نوعية السلوك الذي تقوم به ..وغيرها .كيف يفهم الدكتور هذه الاشياء..؟؟

                            ج 67 : الحديث في هذا الباب يطول وليس هذا من باب الاجابة الهروبية فأنا أعقد عشرات الدورات في هذا الباب ولا يضيرني ذلك أعني عندما نقول الخريطة ليست الحقيقة يقولون أعني هل الخريطة المعلقة على الجدار هي الجزيرة العربية هي ليست الجزيرة العربية هي خريطة الجزيرة العربية وهي تختلف عنها في أشياء كثيرة جداً هي رمز للجزيرة العربية أو شفرة للجزيرة العربية أو نموذج معين على الورق للجزيرة العربية فالخريطة ليست الحقيقة هذه حقيقة لكن المشكلة عند بعض الناس أن الخريطة الموجودة في ذهنه يصر على أنها هي الحقيقة وبالتالي فخرائط الآخرين عنده ليست حقيقة . الإمام الشافعي كان يقول : قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب هذا هو معنى الخريطة ليست الحقيقة أو هذا هو فهمي لها على الأقل ، أو هذا هو الفهم الذي أقبله لها إذا كان لها أكثر من فهم ومثلها قضية التفريق بين السلوك والذات في هذا الجانب المصطفىصلى الله عليه وسلم عندما جاءه الشاب يقول له : إذن لي يا رسول الله في الزنا فثار عليه الصحابة فهداهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له هل ترضاه لأمك قال لا فداك أمي وأبي فقال كل الناس لا يرضونه لاماتهم لزوجك لاختك لبنتك وفي النهاية أقنع الرجل فالرسول صلى الله عليه وسلم علم أن فيه قيم للخير ترفض هذه الرذيلة إذا نظر لها من زاوية أخرى فحاول أن يستخرج هذه القيم من نفس هذا الشاب وجعله ينظر من خلالها لهذا الفعل الذي كان قبل ذلك يطالب به فحينئذ نفر منه فهذا الذي أفهمه في هذه القضية وأقول أن البرمجة اللغوية يمكن أن تفسر وتوظف وأن يجعل لها معنىً بناء على السياق الثقافي والاجتماعي الذي تعمل فيه .

                            السؤال (68) أعلن في المملكة عن قيام مبدأ الانتخاب في اختيار بعض المجالس..ما رأيك في هذه الخطوة ؟ وما الدافع الحقيقي وراها ؟ هل هو الاصلاح الاختياري ام الاصلاح الاجباري اي إما أن نضع انتخابات والا سنؤكل كما أكل جيراننا؟

                            ح 68 : أنا حقيقة لا أهتم كثيراً بقضية الدافع.. الأخ السائل يقول ما رأيك بهذه الخطوة أنا قلت قبل قليل أرى أنها خطوة جيدة ويجب أن تشجع ويشجع هذا الاتجاه أما ما هو الدافع الحقيقي ورائها فأنا لا أهتم بهذا كثيراً وهل هو اصلاح اجباري ام اختياري أنا لا أهتم بهذا كثيراً المهم بأن الخطوة في الاتجاه الصحيح وينبغي أن نشجع هذا الاتجاه وأن نستثمره الاستثمار الأمثل والأنسب هذا هو الذي يهمني.

                            السؤال (69) لو حدث للسعودية مثل ما حدث للعراق (لا قدر الله) هل اسلاميي السعودية قادرين على قيادة الشعب ؟ هل مساحة القبول للإسلاميين كبيرة في المجتمع السعودي؟ هذا مع ان اغلب اسلاميي السعودية هم أطياف شتى واصحاب توجهات شتى وزد عليه اختلافاته الكبيرة بل ان بعض اسلاميي السعودية لوقدر له الحكم لأخذ سيفا وقطع اعناق مخالفيه الاسلاميين قبل ان يبدأ باصحاب الفكر العلماني الذي سيراهم خارجون من الملة؟

                            ج 69: أولاً أرجو أن لا يحدث للسعودية ما حدث للعراق وأرجو ألا يسلط على المسلمين صاحب هذا السيف الذي يقطع أعناق الجميع أيضاً حتى العلمانيين لا نرضى أن تقطع أعناقهم أما هل الاسلاميين في السعودية قادرين على قيادة الشعب ؟ هل مساحة القبول للاسلاميين كبيرة في المجتمع السعودي ؟ فما أظن هذه القضايا محل بحث لدى الاسلاميين في السعودية . أعني أن ماهو محل البحث لديهم الان كيف نقف شعباً وحكومة في وجه هذه الهجمة وظني وإن لم يكن لدينا آلية محدودة في السعودية لمعرفة هذا الأمر ربما الانتخابات إذا قدمت تحدد هذا لكن ظني أن الأصل في البلد هو الاسلام وأن دعاة الإسلام هم الاصل في هذا البلد وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على أن من سواهم هو أقلية في هذا البلد.

                            السؤال (70) ربما موضوعي ليس في مكانه أو في محله ولكن بأشد الحاجة لنصحكم .. عندي ابني الوحيد وعمره 13 سنة حاولت بكل جهدي أن أسجله في معهد اسلامي ولكن لم يسمح لنا لكوننا وافدين على قولتهم ولكن الحمدلله هو يتابع دراسته في مدرسة خاصة ولكني أتمنى أن تكون دراسته تحت اشراف شيخ فاضل في المملكة أو معاهدها ليكمل دراسته والمشكلة اننا نعمل في بلد عربي مجاور فهل ممكن ارسله الى المملكة وهل يوجد مدارس او معاهد داخليه .. حيث أن العلم الذي يقوم على ضوء كتاب الله هو النور في الدنيا والاخرة وللأسف مدارس هالايام غير مهتمة في دراسة ديننا بجدية .. أرجوكم ساعدوني وعلى على استعداد أن أضحي وأرسله من أجل دراسة الدين بأية وسيلة..
                            أختكم أم يوسف

                            ج 70: اسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق اختنا وأن يشرح صدرها وأن يجعل إبنها قرة عين لها وأقول دراسة الشريعة الاسلامية ليست قصراً على السعودية الحمد لله في العالم الإسلامي كله مدارس شرعية في كل مكان الحمد لله يمكن أن يدرس الدين الاسلامي فيها دراسة جيدة وحقيقة ليس لي صلة بالمدارس الرسمية ومدى إمكانية قبوله . ولا أعلم هي في أي بلد وابنها طفل صغير عمره 13 سنة الأمر فيه صعوبة أن يفارق أمه الآن ربما هو في حاجة لحنان أمه أكثر من حاجته لتربية غيرها الآن لكن أقول إذا أصبح في سن يؤهله للاغتراب في طلب العلم وطرق الأبواب حينئذ فظني أنه سيجد في السعودية وغير السعودية.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X