بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال أكثر من رائع للشيخ / سليمان الدويش .. وهذا الشيخ معروف جدا في الأوساط الفكرية .. إذ ان له اسلوبه الخاص المتميز عن غيره تماما .. فجميع مقالاته وردوده تتسم بالصراحة والصرامه وعدم المواراة .. فهو من أشهر من يتصدون لليبراليين .. ووالله لقد كالهم سوء العذاب بسياط قلمه .. فبارك الله فيه وبعلمه ..
إلى مقاله الذي يشفي الصدور ..
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهل تعرفون سرَّ الهجوم المنظم المتواصل , على الشيخ الفاضل محمد بن صالح المنجد ؟ .
إن السر في ذلك الهجوم لم يعد سراً الآن , فقد أخرج الله أضغان تلك القوارض , وكشف غلها ودغلها , وفضح ما كانت تحاول ستره بمثاليات زائفة , وتصنع كاذب .
ولأن تلك القوارض قد ابتلاها الله بالحمق , فوق ما ابتليت به من أراذل الأخلاق وأحطها , فقد ظنت أنها تتعامل في خربشاتها مع رجال يتلقفون كل شاردة وواردة , فيتأثرون بها , ويتخذون بموجبها قرارا يتفق مع ما ذهب إليه أولئك الحمقى .
كل هذه الجلبة على الشيخ الفاضل , كان القصد منها , إيغار صدور الولاة عليه , حتى يتخلصوا منه , ظنا منهم أن الولاة بهذه السذاجة والفوضوية , التي يمكن أن يُخدعوا بموجبها من صحفي تافه أحمق , أو حدث يخطُّ خربشاته على جدران بيت الخلاء .
نسي هؤلاء أن الولاة – حفظهم الله – عاشوا حقبات زمنية , ومواقف سياسية , وأزمات وملمات , جعلت من بعضهم أسطورة تاريخية , في حسن سياسته , وحدة ذكائه , وثبات قلبه , وبعد نظره , وحلمه وأناته .
إن هؤلاء حين يشغبون على الشيخ الفاضل بمثل ما يمارسونه اليوم , ويعيرونه بجنسيته , ويرسلون من خلال تلك المشاغبات رسائل مفضوحة , لم ولن ينجحوا بحول الله ومنته , في التأثير على واقع الشيخ ومكانته في نفوس الولاة , ذلك لأنهم يعرفونه تمام المعرفة , ويعرفون أن أسلوب التحريش عليه , أسلوب قذر , بل وفيه امتهان للولاة أنفسهم , لأنه ينطوي على نوع من الإملاء والوصاية , والتجهيل في السياسة , وهذا مما يخفى على ذي فطنة ولله الفضل والمنة .
لقد تأملت وأنا أرى هجومهم على الشيخ الفاضل , وفكَّرت عن قاسم مشترك يجمعهم بالفأر , خاصة وأنهم من أكثر من نشط للدفاع عنه , بعد حديث الشيخ العذب الماتع , الذي تناول فيه ميكي ماوس , فوجدت أن القاسم بين الفأر , وتلك القوارض , هو مادة " ف س ق " , فهم أهل فسق ظاهر , وفساد بيِّن , والفأر يسمى الفويسقة , ثم نظرت في حالهم فوجدت أن بينهم وبين الفويسقات شبها كبيرا في التصرفات والأخلاق ( ومن يهن الله فماله من مكرم ) , ولهذا فقد استحسنت أن أضع لهم منظومة تجمعهم , فلم أجد أبلغ من إطلاق وصف " أعضاء جمعية أصدقاء الفأر " عليهم , فهنيئا لهم بتلك المشابهة الخُلقية , والصداقة الحميمية .
ومن المضحكات في حملة " أعضاء جمعية أصدقاء الفأر " , أنهم يعيرون الشيخ بجنسيته , مع أنهم يرفعون شعار " الإنسان أولاً " , فقد غابت الإنسانية هنا , وحلَّ محلها الجنس والعرق والإقليم , وانطمس شعار " حرية الرأي " , وحلَّ مكانه أسلوب القمع والتكميم والتحريش , فسبحان الله ! .
بالأمس كانوا يستقبلون محمد الجابري بالأحضان وهو مغربي , والطيب الصالح وهو سوداني , وصلاح فضل وهو مصري , ويمجدون نزار قباني وهو لبناني , وغير هذا كثير وكثير , فلما كانت خصومتهم مع شيخ ذي توجه إسلامي سلفي , تعروا عن المثاليات المزيفة , وكشَّروا عن أنياب الحقد والعداوة الحقيقية التي ستروها لمخادعة الناس .
نعم الشيخ محمد بن صالح المنجد شيخ سوري , وهذا لا يعيبه , ومن قبله كان أئمة الإسلام الأعلام من الشام , ونحن عيال على ابن تيمية الحراني رحمه الله , ونرى إمامة أحمد بن حنبل العراقي رحمه الله , وفضل الإمام الشافعي المصري رحمه الله , ونعتقد محبة الإمام محمد بن إسماعيل البخاري , ومسلم بن الحجاج النيسابوري , وأبو عيسى الترمذي .
إن الذي يعيب الإنسان , ويسيء إلى سمعته , وسمعة مجتمعه , أن يكون معول هدم في كيان أمته , أو أُذُناً للعدو , ومُعدَّا للتقارير التحريضية في بعض سفاراته , أو ناشرا للرذيلة في مجتمعه , أو عدوا لدعوة الخير ورجالها , أو فاجرا في خصومته .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف أشراف قريش , ووقف معه في دعوته بلال الحبشي , وسلمان الفارسي , وصهيب الرومي رضي الله عنهم , وتخلى عنه عمه أبو لهب , ومن بعد النبي صلى الله عليه وسلم ,كان دعاة الإسلام , وحملة اللواء , يجدون النصرة من البعيد , وقد يخذلهم القريب , فهذا الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله , وجد من خارج هذه البلاد من الأعوان , وحملة الدعوة التصحيحية , أكثر مما وجده من بعض الأقربين , بل لازال الحال إلى يومنا هذا , فإنك قد تجد شيخا سوريا , يحمل همَّ تبليغ تلك الدعوة , ويتفانى في نشرها بين الناس , في حين قد يكون من أبناء أئمة الدعوة من لو رآه أئمة الدعوة , وما هو عليه من الرذيلة والسوء , وخبث الطوية , وفساد المنهج , وما يتبناه من محاولة لتشويه عقيدة الولاء والبراء , وعداوة للذين آمنوا , ومسارعة في الذين كفروا , وتشويه لتعاليم الدين , لربما قاتلوه وأعلنوا البراءة منه .
لو تأملنا واقع الشيخ الفاضل المنجد , وواقع أعضاء جمعية أصدقاء الفأر , لرأينا تباينا عجيبا , وفرقا كبيرا , وهذا لا يخفى على منصف , فلك أن تزور إحدى التسجيلات أو المكتبات مثلاً , لترى نتاج الشيخ العلمي والدعوي , وأثره الإيجابي , وتُعرِّج بعد ذلك للشبكة العنكبوتية , فترى مظاهر الإقبال الكبير على موقعه المبارك , المترجم إلى عدد من اللغات العالمية , وكيف هو حجم التأثير والقبول , وذلك كله بفضل الله ومنته , ناهيك عن الحضور الكثيف الذي منَّ الله به عليه في دروسه ومحاضراته وخطبه .
ثم انقلب يسرة , إلى الجانب المظلم , الذي يقف فيه أصدقاء الفأر , لترى إفرازاتهم , وما قدَّموه للأمة , فإنك لن تجد إلا ما يشكرهم عليه إبليس الرجيم , ويباهي بهم جنوده , إلا ما شذَّ , والشاذ لا حكم له , فأي الفريقين أهدى سبيلاً , وأقوم طريقاً , وأحق بالقبول والاحتفاء ؟ .
عني شخصياً , فأنا والله أرى أن الخطوة التي يخطوها الشيخ حفظه الله , ليلقي فيها كلمة توجيهية , أو محاضرة تربوية , أو مادة علمية , خير من ملء الأرض من هؤلاء جميعا ومما يجمعون , بل رأيي أن الشيخ – حفظه الله – ممن وهبه الله قبولاً بين الناس , ووضوحاً في الطرح , وسلامة في المنهج , وصدقاً في الحديث , وحمية على الدين , وغيرة على حرمات الله تعالى , ومحارم المسلمين , نحسبه كذلك والله حسيبه , ولا نزكيه على الله , في مقابل الكراهية والبغضاء التي ذهب بها خصومه , فهم في المجتمع كالبقعة السوداء في الثوب الأبيض , وكالروث في محل الزهور , هذا فوق ما ابتلوا به من ضعف الغيرة , وقلة الحمية , والحقد الذي فاحت رائحة نتنه من صدورهم , فجعلتهم ينسفون كلَّ قيمة كانوا ينادون بها من قبلُ , وهم الذين أزعجونا بشعارهم الكاذب " الإنسان أولاً " .
أسألكم بالله , ما لذي نجنيه من قوم لا همَّ لهم إلا التحريش والتشويش , ولاسعي لديهم إلا في صد الناس عن المنهج السليم , والطريق المستقيم .
أيها الفضلاء :
كنت وأنا أهمُّ بكتابة هذه الأسطر , أقرأ خبراً عن موقف وزير الإعلام , في الخبر المنشور في بعض المواقع , حول ما كتبه أحد الصحفيين في عكاظ , عن تصريحات أحد نصارى لبنان , وما كان من وزير الإعلام , من موقف مخزي , ذلك لأنه يكشف للمتابع , ازدواجية المعايير , وسوء التدبير , وإلا فكيف يكون هذا موقف الوزير , من كلام لم يجاوز في مجمله الحقيقة , حتى ولو كان موقف الوزير موقفا سياسيا , في حين تموت أحاسيسه ومشاعره , حيال التعرض لأهل الفضل والعلم والدعوة ! .
يتبع ..
تعليق