إخواني سأتكلم هنا عن أصول قبائل بيشة الرئيسية ، وسأتحدث عن بلقرن ، ومن أمهات الكتب ، ومن الدراسات الميدانية :
ترجع قبائل بيشة - والله أعلم - إلى أصوها التالية :
قبائل مذحج : بلحارث ، وشمران ، وقحطان .
قبائل بنو صعصة : بني سلول ، وبني قشير ، وجل معاوية ، خصوصا النمران ،وآل جروان .
قبائل تغلب : أكلب ، خصوصا بني هزر في محلف أكلب . فنسبهم صريح في أكلب ،وكانت زعامة أكلب لهم في أنس بن مدرك،إلى ابن سدران إلى بن ناجية إلى ابن الصاري ....
قبائل قضاعة : الجهوم من نهد ،وهم أهل المدراء من قبل عهد الإسلام .
قبائل خثعم : ويمثلهم شهران ، وأن كان أكثر قبائل شهران جمع من قبائل كحال خثعم ، كانت في السرو ، وانتزحت من الطائف إليه ، بعد خلافها مع أبنة عمها بجيلة ، وحربها مع الأزد على السراة ، ونزولها بيشة ، وصنمهم في ذي الخلصة بالعبلاء ، التي كانت تتعبده خثعم ومذحج ، في ذلك الوقت ، فكانت زعامة خثعم عند أنس بن مدرك الأكلبي ، وكانت زعامة مذحج عند بني عبدالديان من بني الحارث .
ولا يمنع ذلك من دخول قبائل مع قبائل لإسباب تاريخية ، يعرفها من يقرأ التاريخ ويتتبعه .
أما بلقرن ، فقد ذكر الأصفهاني أزديتها ؛ وذكرت جل كتب التاريخ والأنساب أن قرن ، هي من مراد ، ولعل الشيخ / عائض ...وفقه الله ، يقول أنا أزدي ، ويتغنى بأويس القرني المرادي المذحجي ، وسمى أبنه عليه (أويس )، وأنا متأكد أنه يعلم ، بمذحجيته ويمانيته ، وإن كانت الأزد ومذحج ،أبناء كهلان مع أبناء عمومتهم طئ وهمدان ....
أما عني أنا ،فأنا أميل إلى مذحجية بلقرن بقوة ، أكثر من أزديتها ، حيث أن أكثر الكتب ، ذكرت أن قرن بن باجيه من مراد ، ومصادر قليلة قالت بأزديتها .
أما بالنسبة ، لذكر الهمداني لسرو بني خالد وسرو بلقرن ، فمعروف عن الهمداني جغرافيته واهتمامه بالمواقع والأمصار والأماكن ، أكثر من اهتمامه بالأنساب ، بخلاف البكري الذي ركز على النسب وقرنه ببيوت الشعر ، والمواقف والمعارك .
أما بالنسبة لبلحارث ، فهم جمع في جلهم من مذحج، خالطتهم قضاعة وبنو صعصعة ، وبعض الأشراف ، وفي كتاب الأميرين ، خير دليل على ذلك ، والدليل قول الجعدي ، عندما أخرج الإمام الهادي وهمدان بني حارث من نجران ،فقال:
ونحن أزلنا مذحجاً عن ديارها ..... فزالوا وكانوا أهل ترجٍ وعثرا.
والدليل أن مسميات قبائل بلحارث في جلها هي مسمياتها في الجاهلية ، ومسميات أبناء عمومتها في قحطان الحالية ، التي حاملة أرث قبائل مذحج، فآل مهدية ، وآل فاضل والقنافذة وآل عاطف وآل زياد وآل شواط ....ألخ .
هي مسميات في بلحارث وفي قحطان ، وأما علاقة بني خالد ببلقرن ، فهم أبناء عمومة سواء كانوا بمذحجيتهم أو بكهلانيتهم، وكذلك بقية بلحارث الآخرين ، من الخشارمة والحلافات ، فقد كانت هناك معارك بين قبائل بلحارث ،فيما بينهم على وادي ترج ، من أجل السيطرة عليه ، نتج عنه أن تحالفوا مع أبناء عمومة من مذحج (شمران ) ، ومن بلقرن ، ومن بنو عمرو الحجرية الأزدية الكهلانية ، نتج عنه أن حالفت آل خالد بلقرن ، وعلى وجه الخصوص دحيم ، وحالفت الحلافات من عجل بن الحارث شمران ، وحالفت جل الخشارمة بني عمرو .
أما علاقة آل خالد ، بجمع بني خالد الشرقية ، فبني خالد الشرقية ، جمع قبائل متحالفة ، تأسست من حامية بني خالد التي قدمت من بيشة ، في عهد محمد بن عبدالله اليزيدي ، نصرة لبني على أخصامهم ، وقد تحالفوا مع الجبور والعمور والنهود ، ومن يعود الآن إلى بني خالد من بلحارث بيشة ، هم آل حميد ومنهم آل عريعر حكام بني خالد ، ومنهم آل جناح والعرافا ، اللي منهم الشيخ - محمد العريفي - وفقه الله - ومنهم الشبلة ، اللي منهم الشبلة اللي مع العطاوين ، شيوخ أكلب - حالياً- ، وقد كان يحكي بندر بن عريعر وقد كان ضابطاً في الحرس الوطني ، ويعمل حاليا في الهيئة الملكية بالجبيل ، عن أبيه عن جده أنهم قدموا من بيشة ، وقد ذكر ذلك ابن لعبون في كتاباته ، وذكره ابن شعيب في كتابه امتاع السامر ، وقد لقبائل آل خالد معاركهم المساندة لقبائل بيشة مع بلقرن وخصوصا مع دحيم حليفتها القوية بقيادة ، ابن صيفي ، وكان لهم معاركهم مع غامد البدو وعلى وجه الخصوص العبيدات ، وبعض جيرانهم ، مثل معركة الزرايب ومعركة ملحة ،............ .
لكن هذه القبيلة ، كان أفرادها بدو ويجتمعون للقتال ، ثم يعودون لمواشيهم ، وأبلهم ، ولم يكونوا حريصين على السيطرة على المناطق الحضرية ، ولا على التعليم ، وإلى وقتك الحالي ، فآل خالد أو بلحارث في عمومهم بسطاء في معيشتهم ، يحبون الحرية ، والتماشي ، ولا يهتمون لجمع مال ولا للتجارة ، فيحبون الاجتماع فيما بينهم ،وإكرام الضيف .
أما بالنسبة لعلاقتهم مع بلحارث الطائف ، فهم أبناء عمومة للشلاوي ( بني مخلد ) ، وقصة بريمان الجنيش ونجم بن صالح ، وعلاقة آل ردة من آل خرشان من آل مهدية ، يتذاكرونها أبا عن جد وأنهم قدموا من الطائف ، والحطب المتحجر في شمسين بحوران ، أكبر دليل على ذلك ، والقصائد التي يحفظها الولد من الجد ، وهي موجودة عندي .
هذا بإختصار وعجالة ،أردت أن أشارك به ، وأعذروني أن أخطأت ، فنحن بشر ومسلمين ، وتحت مظلة الإسلام ، وهذه الحكومة الرشيدة ، وقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام والأمن ، فاللهم لك الحمد .